الصورة النمطية للمرأة بين التقنين والتمكين

كتبت : فريال محمود علي
تقف المرأة اليوم في مفترق الطرق بين تاريخين متضادين تماما. احدهما نتاج إرث ثقافي وإجتماعي وعادات وتقاليد فطرت عليها، ووضعتها في إطار واحد ليس لها الحق في تغييره ، وقامت بتقنيين دورها وحصرته في الأسرة والذى لا يجب ان تحيد عنه.
ورسم الإعلام التقليدي صورة ذهنية ثابتة عنها ترسخت في الفكر الشرقى وسائر بلادنا العربية.
فتطل علينا المرأة من شاشات التليفزيون لتجسد ادوارا اما أم تتحمل الحياة بالكاد من أجل أولادها، أو زوجة مقهورة تعيش دور الضحية ، او هي جسد فقط بلا فكر أو وعي تبدع في ادوار الإغراء وكأنها سلعة مستهلكة ضرورية لنجاح العمل الفني .
ولذلك فقد ساهم الإعلام التقليدى بصورة مباشرة برواج الصورة النمطية عن المرأة وتناقلها عبر الأجيال..
حتي حل علينا عهد جديد وتاريخ مشرق مع رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ، والتي كان دعم المرأة وتمكينها علي اولوياتها لبناء مجتمع عادل وتنمية ومستقبل مستدام، فأزال ما في الأذهان من صورة عقيمة بالية ومنح المرأة الفرصة لتثقل قدراتها فتتفوق في كل المجالات ،
وهنا اصبح التمكين مقابل التقنيين حين تمكنت من إقتحام الوظائف والمناصب بخبرة ووعي وأثبتت نجاحها وتميزها.
فهي دائما تستطيع ، وهي القادرة علي إجتياز الصعاب وتخطى الأطر والحدود التي رسمتها الموروثات والأعراف والعقول المهمشة . فتحول حالها من العوز والإحتياج للإنتاج، فأصبحت فاعلة لا مجرد رقم في تعداد سكاني.
يقينا ان تمكين المرأة تمكينا للأسرة وليس رفاهية ، وانما هو واجب وطني لشريك أصيل في التنمية وقوة لا يستهان بها ولا تختزل في اداور وصور لا تليق بقدراتها، وضرورة إجتماعية وإقتصادية وثقافية تسهم في تقدم المجتمع كله..
وأخيرا …. إستطاعت المرأة اليوم أن ترسم صورة جديدة بوعي وإدراك وتمكين وقدرة علي التمييز والتفاعل مع المجتمع لتمحو الصورة النمطية القديمة وتنتقل من التقنين الي التمكين…دمتن بخير





