Uncategorizedعالم الفن

عائله الرجل الطيب 

 

متابعه/غادة إبراهيم

في ذاكرة السينما المصرية، لا تُقاس البصمات بحجم الأدوار أو عدد المشاهد، بل بما يتركه الفنان من أثر لا يزول. ومن بين العائلات الفنية التي خلدت حضورها في وجدان الجمهور، تبرز عائلة #زكي_ابراهيم و ابنته #هدى_زكي وحفيدته #تحية_حافظ.

زكي إبراهيم.. الضابط الذي أصبح “الجني الطيب”

اسمه الكامل زكي إبراهيم الفيومي، تركي الأصل، ولد في 9 سبتمبر 1884. بدأ حياته ضابط شرطة، لكن إصابته في عينه أبعدته عن الخدمة، فاختار طريق الفن وهو في سن متأخرة.
دخل عالم السينما بفيلم شالوم الترجمان عام (1935) حيث كتب القصة والسيناريو والحوار ومثل فيه وهو في الـ51 من عمره. وواصل عطاؤه بالكتابة والإبداع، فكتب حوار الصبر طيب (1945)، واللعب بالنار (1948)، وأعمالاً أخرى مثل غرام البدوية – ابن الشرق – معروف الإسكافي.

أما على خشبة المسرح، فقد التحق بفرق رمسيس، فاطمة رشدي، علي الكسار، ومثل في مسرحيات بارزة منها: الدار أمان – الشياطين – مسير الحي – البريمادونا – شيخ البلد. كما قام بترجمة واقتباس عدد من المسرحيات، وكتب مسرحية شيخ البلد بنفسه. وفي الخمسينيات انضم إلى المسرح العسكري، ثم فرقة إسماعيل ياسين، حيث قدم أدواراً كوميدية مؤثرة.

لكن يبقى أشهر أدواره على الإطلاق هو “الجني الطيب” في فيلم عفريته هانم عام (1949) أمام فريد الأطرش وسامية جمال وإسماعيل ياسين. شخصية رسخت صورته كـ”الرجل الطيب” وصاحب الوقار.
اعتزل الفن في أواخر الستينيات بسبب حالته الصحية، ورحل في 16 فبراير 1971.

هدى زكي.. الابنة الطيبة

الفنانة هدى زكي، ابنة زكي إبراهيم، وُلدت عام 1950 في القاهرة علي حسب ما ذكرته ويكيبيديا ولكن لنا تحفظ بصفحة روائع الزمن الجميل علي هذا التاريخ لأنه لا يتماشى مع العقل والمنطق لذا نناشد أسرة الراحلة توضيح الأمر .
بدأت مشوارها الفني منذ شبابها، لتشارك في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية.
من أبرز أفلامها: الأخوة الأصدقاء – ثلاث قصص – خلي بالك من جيرانك – المتوحشة – حكايات الغريب.
أما في الدراما التليفزيونية فقد تميزت في أدوارها بمسلسلات: ضمير أبلة حكمت – يوميات ونيس – خالف تعرف.
وعلى المسرح برزت في أعمال مثل: سيدتي الجميلة – إلا خمسة – على بيه مظهر.

غالباً ما أسند إليها دور الأم الطيبة أو الخادمة المخلصة، وهو ما أبدعت فيه، خصوصاً دورها في ضمير أبلة حكمت بجانب فاتن حمامة.
تزوجت من الكاتب الصحفي الكبير صلاح حافظ (رئيس تحرير مجلة روز اليوسف سابقاً)، وأنجبت منه شريف وتحـية.
رحلت الفنانة هدى زكي في 25 مايو 2014 عن عمر 64 عاماً، بعد مسيرة فنية وإنسانية هادئة وثرية.

تحية حافظ.. الحفيدة التي أكملت المشوار

حفيدة زكي إبراهيم وابنة هدى زكي، الفنانة تحية حافظ، ورثت حب الفن منذ الصغر. بدأت نشاطها الفني في منتصف السبعينيات، وسرعان ما أثبتت موهبتها في أدوار متعددة بالسينما والتليفزيون.
من أبرز أعمالها: فيلم سرقوا أم علي عام (1994)، ومسلسل أرابيسك حيث جسدت دور خادمة الفنانة هالة صدقي، وهو من أشهر أدوارها.

استمرت حتى نهاية التسعينيات، فكان آخر أعمالها الدرامية مسلسل المسداوية عام (1998) للمخرج أحمد النحاس. بعده قررت الاعتزال والابتعاد عن الأضواء.
رحلت عن عالمنا في 3 يونيو 2021 بعد صراع مع المرض، تاركة ذكرى طيبة في قلوب جمهورها.

المقارنة بين الجد والابنة والحفيدة

إذا أمعنا النظر في مسيرة هذه العائلة، نرى خيطاً فنياً ممتداً عبر ثلاثة أجيال:

الجد زكي إبراهيم: حمل ملامح الوقار والطيبة، فجسد شخصية الرجل الطيب أو الجد الحنون، حتى وهو يؤدي دور “العفريت” كان رمزاً للخير.

الابنة هدى زكي: ورثت من والدها رصانة الأداء، لكنها تخصصت في دور الأم الحنون والخادمة الوفية، لتصبح رمزاً للتضحية والصبر على الشاشة.

الحفيدة تحية حافظ: جاءت لتكمل هذا الإرث، حيث جسدت أدوار الفتاة البسيطة أو الخادمة المخلصة، ولكن بملامح جيل جديد، فأعطت لتلك الشخصيات صدقاً قريباً من الواقع.

إنها ثلاثية فنية متوارثة، تدرجت من الجد الوقور إلى الابنة الأم الطيبة وصولاً إلى الحفيدة البسيطة، وكأن الفن عندهم رسالة إنسانية قبل أن يكون مجرد مهنة.

خلاصة

هذه العائلة الفنية – الجد زكي إبراهيم، والابنة هدى زكي، والحفيدة تحية حافظ – لم تقدم أدوار البطولة المطلقة، لكنها صنعت مدرسة فنية في الأدوار الثانوية المؤثرة. أدوارهم لم تكن مجرد ملء فراغ على الشاشة، بل كانت روحاً أضافت مصداقية وعمقاً للأعمال الفنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى