القنصلية الصينية بالإسكندرية تحتفل بالعيد الوطني الـ76 للصين: تعاون مصري–صيني يتجدد لمستقبل مشترك

القنصلية الصينية بالإسكندرية تحتفل بالعيد الوطني الـ76 للصين: تعاون مصري–صيني يتجدد لمستقبل مشترك
ريم الرحماني
شهدت القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في الإسكندرية مساء يوم الاثنين احتفالاً مهيباً بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بحضور رفيع المستوى من المسؤولين المصريين والأجانب،وعدد من الشخصيات العامة والإعلامية.
وفي كلمته الترحيبية، أعرب القنصل العام السيد يانغ يي عن امتنانه للحضور قائلاً:
“بالنيابة عن القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية بالإسكندرية، أود أن أتقدم بالترحيب الحار والشكر الخالص لجميع الضيوف الكرام على مشاركتكم في حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.”
وأكد القنصل العام أن الصين، بقيادة الحزب الشيوعي، تمكنت خلال 76 عاماً من التحول من بلد مثقل بآثار الحرب إلى دولة مزدهرة وقوية، لتصنع معجزة تنموية في التاريخ الإنساني. وأشار إلى ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن طموح الحزب الشيوعي بسيط لكنه عظيم: “جعل الشعب يعيش حياة أفضل”.
الصين قوة استقرار عالمي
سلط يانغ يي الضوء على دور الصين المتنامي في دعم السلام والاستقرار الدوليين، مشيراً إلى نجاح قمة منظمة شانغهاي للتعاون الأخيرة في تيانجين، حيث طرح الرئيس شي مبادرة الحوكمة العالمية القائمة على المساواة في السيادة واحترام القانون الدولي والتعددية والتوجه العملي. كما أشار إلى إحياء الذكرى الـ80 للانتصار في الحرب العالمية الثانية ببكين، مؤكداً أن الصين “ستظل دائماً إلى جانب السلام والعدالة”.
ونقل القنصل العام إشادة الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، الذي أكد أن نضال الصين ضد الفاشية أسهم بشكل جوهري في ترسيخ أسس السلام العالمي، وأن بكين توجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأنها ستبقى “بانية للسلام وسنداً للتنمية وحامية للنظام الدولي”.
شراكة إستراتيجية مع مصر
وتوقف القنصل العام عند العلاقات الثنائية قائلاً:
“منذ تأسيس الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014، حافظ الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي على اتصالات وثيقة وتوافق واسع، رسم معالم الطريق أمام العلاقات المستقبلية.”
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تبادلاً مكثفاً للزيارات الرسمية، حيث زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ القاهرة في يوليو، فيما شارك رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في قمة تيانجين ممثلاً عن الرئيس السيسي، وهو ما يعكس الطابع الاستراتيجي للعلاقات.
كما نوّه بمذكرة التفاهم الموقعة في مكتبة الإسكندرية حول التعاون في مجال الآثار البحرية والتراث الثقافي تحت الماء، مؤكداً أن المشروع سيُسهم في إبراز قصص حضارية مشتركة بين الصين ومصر.
تعاون اقتصادي وثقافي متجدد
أشاد القنصل العام بالدور البارز لمحافظة الإسكندرية في دعم الشركات الصينية العاملة بالمنطقة، مؤكداً أن المنتجات والتقنيات الصينية المتقدمة ليست إلا جسراً لتعزيز التفاهم المتبادل، داعياً في الوقت ذاته الشركات المصرية إلى التوسع في السوق الصينية الواسعة.
كما أبرز النجاحات العملية في التعاون الثنائي، مثل:
• إطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين بكين والقاهرة في يوليو.
• توسعة منطقة التعاون الاقتصادي المصري–الصيني في السويس لتتجاوز 10 كيلومترات مربعة.
• مواءمة مبادرة الحزام والطريق مع جهود مصر في بناء “الجمهورية الجديدة” ورؤية 2030.
نحو مستقبل مشترك
ويأتي هذا الاحتفال ليجسد عمق العلاقات المصرية–الصينية التي لم تعد تقتصر على المستوى الرسمي فحسب، بل تمتد إلى تعاون ثقافي وتعليمي واقتصادي ملموس. فالقنصلية الصينية بالإسكندرية، عبر فعالياتها المختلفة، تسعى إلى خلق مساحات جديدة للتواصل بين الشعبين، من خلال التبادل الأكاديمي والثقافي، ودعم المشروعات المشتركة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز الاستثمارات المتبادلة.
كما يشكل العام المقبل، الذي يصادف مرور ستين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فرصة ذهبية لإطلاق مبادرات جديدة تسهم في توسيع آفاق التعاون الصناعي والزراعي والسياحي، بما يعكس تطلعات الشعبين لمستقبل أكثر ازدهارًا.
وبذلك يصبح الاحتفال بالعيد الوطني الصيني ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة لبناء جسور جديدة من الشراكة والصداقة، تؤكد أن القاهرة وبكين ماضيتان معًا نحو مرحلة أعمق من التعاون، قوامها الثقة والاحترام المتبادل، ورؤيتها التنمية المشتركة