Uncategorized

حكايه نجم

 

متابعه/,غادة إبراهيم

الراجل دة مات وعندة ٥٣عام
سراج منير.. “صاحب أغرب وفاة في الوسط الفني”
قصة الفنان الذي رحل بابتسامة وترك حكاية لا تُنسى

يُعد الفنان سراج منير واحدًا من أعمدة الفن المصري الكلاسيكي، وأحد الأسماء التي تركت بصمة خالدة في تاريخ السينما. وُلد في 15 يوليو 1904 بالقاهرة، وبدأ رحلته الفنية في زمن كان الفن فيه رسالة وإبداعًا حقيقيًا. اشتهر بأدواره المتنوعة التي أداها بإتقان، إلا أن دوره الأسطوري في فيلم “عنتر ولبلب” مع النجم الشعبي محمود شكوكو ظل علامة فارقة في مسيرته الفنية.

لكن رغم مجده الفني، فإن وفاته شكّلت واحدة من أغرب وأغرب الحكايات في الوسط الفني، حيث رحل سراج منير في سيناريو يشبه تمثيلًا مسبقًا لرحيله، وكأنه كان يُدرك أن ساعته قد اقتربت.

إحساس بالموت قبل أيام

بحسب ما نشرته مجلة الكواكب آنذاك، شعر سراج منير بقرب نهايته، فبدأ يتقرب من أحبائه ويتحدث معهم أكثر من المعتاد. وكان صديقه المقرب قد توفي قبل أيام قليلة بسبب أزمة قلبية مفاجئة، وهو ما أثّر فيه بشدة.

عاد الفنان إلى منزله بعد حضور جنازة صديقه وجلس مع زوجته الفنانة ميمي شكيب ليقول لها بصدق وهدوء:

> “أما موتة لطيفة خالص.. يا ما نفسي أموت كده.”

ولما أبدت زوجته قلقها من حديثه، ابتسم قائلاً:

> “هو حد يطول موت مريحة كده.. يسهر مع أصحابه وحبايبه، يتعشى عشوة لذيذة، يروح السينما، يرجع البيت يطلب كوباية مية ساقعة، وينام.. والصبح يلاقوه بيشرب الشاي مع الملايكة.”

الساعات الأخيرة

قبل وفاته بيوم واحد، تلقى الفنان اتصالاً من المخرج حلمي رفلة، يطلب منه إقناع زوجته ميمي شكيب بالعودة إلى القاهرة لتصوير مشاهدها مع عبد الحليم حافظ. لكن سراج رفض قائلاً مازحًا:

> “في طريقة واحدة بس.. إن واحد من الفرقة يموت بكره.”

ثم أضاف ضاحكًا:

> “تحت أمرك يا حلمي.. أموت لك بكره.”

وفي اليوم التالي، تحقق ما قاله حرفيًا! عاد سراج منير إلى منزله، شرب كوب ماء بارد، خلع ملابسه ليستريح، ثم استسلم لنوم هادئ لم يستيقظ منه أبدًا. وفي صباح يوم 13 سبتمبر 1957، وُجد الفنان الراحل وقد فارق الحياة، وابتسامة هادئة مرسومة على وجهه.

إرث لا يموت

رحل سراج منير جسدًا، لكن أعماله ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، من أدواره الكوميدية الخفيفة إلى أدواره الجادة التي أظهرت موهبته الفذة. كان إنسانًا بسيطًا محبًا للحياة، وفنانًا متواضعًا رغم شهرته الكبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى