أخبار محافظات

من أعماق البحر إلى مستقبل مشترك: مصر والصين يوقعان مذكرة تعاون لحماية التراث البحري المغمور

من أعماق البحر إلى مستقبل مشترك: مصر والصين يوقعان مذكرة تعاون لحماية التراث البحري المغمور

ريم الرحماني

في أجواء احتفالية بمدينة الإسكندرية، شهدت مصر والصين حدثًا بارزًا يعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، حيث جرى توقيع مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للآثار بجمهورية الصين الشعبية والمجلس الأعلى للآثار بوزارة السياحة والآثار المصرية بشأن التعاون في مجال الآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه.

حضر مراسم التوقيع معالي وزير السياحة والآثار المصري السيد/ شريف فتحي، ومعالي الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور/ محمد إسماعيل خالد، ومعالي نائب مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور/ محمد سليمان، إلى جانب عدد من المسؤولين والباحثين والخبراء.

وخلال كلمته، أكد القنصل العام الصيني بالإسكندرية، يانغ يي، أن مدينة الإسكندرية بما تحمله من تاريخ عريق وحضارات بحرية قديمة، كانت دومًا محطة مهمة على طريق الحرير البحري القديم، وأنها اليوم تشهد صفحة جديدة من التعاون الصيني-المصري في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.

وأشار إلى أن توقيع مذكرة التفاهم يمثل انطلاقة لشراكة علمية وثقافية ستُترجم قريبًا في تأسيس “المركز الصيني-المصري للآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور” (CECMAUCH) بالإسكندرية، الذي سيكون منصة مشتركة للباحثين والخبراء من البلدين لتعزيز الدراسات الميدانية، وحماية التراث المغمور، وإحياء الذاكرة المشتركة للبشرية.

وقال يانغ يي إن حماية التراث البحري لا تعني فقط صون التاريخ، بل تمثل أيضًا حفظًا للذاكرة الإنسانية المشتركة، مشيرًا إلى أن التعاون بين الصين ومصر في هذا المجال هو امتداد طبيعي للعلاقات الحضارية الممتدة منذ قرون، حيث التقت السفن التجارية الصينية والعربية قبل ألف عام في البحار، واليوم يواصل الخبراء من البلدين العمل المشترك تحت سطح البحر.

كما استشهد القنصل بكلمات الرئيس الصيني شي جين بينغ: “تتلون الحضارات من خلال التواصل، وتغتني من خلال التنافع”، مؤكدًا أن التعاون الحالي سيُسهم في كشف المزيد من الكنوز الأثرية المغمورة، التي تحكي قصص التبادل الثقافي وتبني جسورًا جديدة للتواصل الإنساني بين الشعبين.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن هذه المذكرة تمثل خطوة نوعية تعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، وتُرسّخ التعاون العلمي والثقافي، وتفتح آفاقًا جديدة لنهضة الحضارتين العريقتين في العصر الحديث، من خلال البحر كوسيط، والتراث كجسر، نحو مستقبل مشترك قائم على التعاون والتفاهم

من يتأمل هذا الاتفاق يدرك أن البحر ليس فقط جسراً للتجارة كما كان في الماضي، بل أصبح اليوم جسراً للمعرفة والثقافة والتنمية، ومن هنا فإن مصر والصين تتحركان معاً بخطى واثقة نحو تعزيز شراكتهما الاستراتيجية التي
تقوم على مد جسور متينة بين الماضي والمستقبل، مستندة إلى حضارتين عريقتين، ومتطلعة إلى بناء عالم يقوم على الشراكة والتكامل والتنمية المشتركة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى