غياب المشاعر

خلود ايمن
كيف يمكن للشخص منا أنْ يحيا حياة خالية من المشاعر بل إلى متى يحتملها ؟ ، أَيُمكنه أنْ يستمر فيها حتى يحين أجله أم أنه سيزهدها ويشعر بعدم قبول أو رغبة أحد فيه ؟ ، سيخوض المزيد من التجارب ؟ ، هل ستكون لديه الرغبة في المرور بالعديد من المواقف بمفرده دون أنْ يعثر على مَنْ يشعر به يسانده يقف بجواره وقت الضيق والحاجة ، مَنْ يميل على كتفه وقتما تضيق به الحياة ذرعاً ، مَنْ يصغى إليه وقتما لا يجد من الكلمات ما تسعفه أو تعبر عمَّا يشعر به بدقة ؟ ، أطيب الحياة دون تلك المشاعر الطبيعية التي من المفترض أنْ يحصل عليها الجميع من أجل أنْ تُيسِّر لهم الحياة وتُجمِّل الأيام تزيل عصرها ورتابتها ومحو كآبتها ؟ ، يمكن أنْ تتحقق المعجزات في عصر صار كل شيء فيه يسير على نحوٍ من السرعة لدرجة أنك تكاد تشعر به ؟ ، كيف يمكن لأحد أنْ يتمسك بغيره في ظل تلك الظروف العصيبة التي يَمُر بها الجميع سواء الخاصة بالماديات أو بأي ظرف عاصف قد تقذفه الحياة في طريقه رُغماً عنه ؟ ، فكيف يمكن للمشاعر أنْ تتواجد وتتوافر وسط كل هذا الزخم وتلك الصراعات العاتية التي تعصِف بالجميع بلا رحمة أو هوادة ؟ ، كيف يمكن لشخصٍ عاطفي أنْ يُكمِل حياته هكذا مجرداً من أي نوع من أنواع المشاعر فيلسوف يسقُط في منتصف الطريق لا مَحالة بلا قدرة على المواصلة وهذا ما يتحقَّق مع الجميع بلا استثناء أو رحمة بقلوبهم التي أوشكت على التمزق من شدة ما أصابها من ألم بفعل الوحدة والعزلة التي صارت تسيطر على كل جوانب حياتهم وتغلُب على أنفسهم طيلة الوقت بلا قدرة على الخلاص منها لوهلة …