المقالات

انتهت الحرب الايرانية الإسرائيلية ….من المنتصر؟؟

انتهت الحرب الايرانية الإسرائيلية ….من المنتصر؟؟
كتب /اللواء جمال رشاد

انتهت المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران بعد 12 يوم من القتال في مواجهة من النوع النادر حيث أعلن بإنتهائها كل طرف من المتحاربين انه حقق إنتصارا على الطرف الآخر.
فبينما وصفت إيران ان ما حققته يعتبر “نصرا عظيما” فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ايضا أن ماتحقق هو “انتصار تاريخي” لبلاده سيبقى في الذاكرة لأجيال.
لكن في هذا المقال سننظر الي نتائج الحرب بنظرة محايدة نرصد من خلالها بميزان الربح والخسارة ما حققه كل طرف في هذه الحرب
فعلي الجانب الإيراني فقد أودت الحرب بحياة 1060 شخص على الأقلّ بينهم 15 عالما نوويا ، بالاضافة الي 4 من كبار قادة الجيش، من ضمنهم قائد الحرس الثوري وقائد هيئة الأركان وقائد غرفة الطوارئ وخليفته،واغتيال قائد سلاح الجو والفضاء في الحرس الثوري، إضافة إلى كامل قيادة سلاح الجو وتصفية قياديين في قوة القدس بالإضافة الي قتل المئات من عناصر الباسيج والحرس الثوري في سلسلة غارات متفرقة ، كما أسفرت عن إصابة أكثر من 4700 شخص.

أما في إسرائيل، فقد قتل 28 شخصاً بينهم جنديا واحدا وإصابة 1300 ٱخرين وتدمير بعض المباني تدميرا جزئيا جراء الضربات الصاروخية الإيرانية.

واذا ماعدنا الي هدف اسرائيل من شن هذه الحرب وهو حرمان إيران من امتلاك سلاحا نوويا ، ورغم انها استهدفت في غاراتها عدة مواقع نووية ، إلا انه لم يتضح مدي الخسائر التي لحقت ببرنامج ايران النووي في ظل شكوك كثيرة بان تلك الغارات وحتي الضربات الامريكية لم تحقق الهدف منها ولم تؤثر في المكونات الفعالة للبرنامج النووي الايراني.

وهذا ما أكده رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زمير، حيث قال إن إسرائيل “أعادت المشروع النووي الإيراني أعواماً إلى الوراء”، ولكنه لم يتحدث بشكل واضح عن إزالة المشروع أو تدميره بشكل كامل
بينما خلص تقرير استخباري أمريكي سرّي إلى أن الضربات الأمريكية على إيران أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء، ولم تدمّره تماما كما صرح الرئيس ترامب.
ويؤكد خبراء إن إيران نقلت مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب والمقدر بـ 400 كيلوغرام من المواقع المستهدفة قبل شن الضربات.

أما ماحققته إيران فكانت من خلال الضربات الصاروخية التي وصل عددها ما بين 500 إلى 550 صاروخا باليستيا وأكثر من 1000 طائرة مسيرة تم اعتراض معظمها عبر أنظمة الدفاع الاسرائيلية ، بينما اشارت بعض التحليلات إلي ان تلك الضربات كان يمكن لها ان تكون أشد تأثيرا علي إسرائيل إذا ماتم استهداف أهدافا استراتيجية أو كانت من النوع الأكثر تدميرا خاصة إذا ما علمنا ان من بين اجمالي الصواريخ التي أُطلقت، أصاب منها فقط نحو 50-60 صاروخا العمق الإسرائيلي، وأدي 8 منها فقط إلى سقوط قتلى.
بينما لفت النظر غياب اسم غزة وشعارات النصر لغزة عن تصريحات القادة الايرانيين طوال فترة الحرب.
كما شنت إيران ضربات صاروخية استهدفت قاعدة العديد الأمريكية في قطر، رداً على استهداف واشنطن منشآت طهران النووية بينما اتضح ايضا فيما بعد ان تلك الضربات جاءت بعد تحذيراتها المسبقة ويؤكد هذا إخلاء القاعدة الامريكية قبل ضربها.

والملفت في تلك المواجهة هو إعلان طهران اعتقال نحو 700 شخص خلال فترة المواجهة بتهمة التعاون مع جهاز “الموساد”.
واظهرت تلك المواجهة أيضا امتناع وكلاء إيران في الشرق الأوسط عن الانضمام للمعركة، فحزب الله لم يطلق أي صاروخ، والميليشيات في العراق لم تشارك، والحوثيون أطلقوا صاروخين باليستيين فقط خلال 12 يوما، رغم استهدافهم إسرائيل لأسابيع قبل بدء الحملة!!!!!!
فهل فعلا يستحق كل طرف من الطرفين ان يعتبر نفسه منتصرا ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى