Uncategorized
أخر الأخبار

خاطرة وتذكرة وتبصرة

 

كتب /الدكتور ابراهيم الجمل

التوفيق إلي العبادة نعمة والهداية إلي عبادة الحال والوقت نعمة آخرى ….

قال تعالى :
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

“وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ”

وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ

فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

فعبادة الله ربنا تبارك وتعالى تكون في كل حال بالذكر والفكر والدعاء والعلم والعمل … فلا تخلوا لحظة إلا ولله عبادة فيها على حسب الحال والمقتضى يوفق الله لها من شاء من عباده …

ففي وقت يكون الصمت والسكوت عبادة …
وفي وقت آخر يكون الهجر هو العبادة

ووقت آخر يكون الصبر والتماسك والعمل على وحدة الصف هو عبادة الوقت …

كما عبد سيدنا ابراهيم ربه بالثبات والصبر أمام عباد الأوثان

وسيدنا أيوب ، وسليمان ، وموسي وعيسى وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم كل عبد ربه على كل حال وفق مراد الله

فالصبر عند الضراء والشكر عند السراء والعفة والترفع عند المغنم والحكمة والرشاد عند النوازل والكروب وتكالب الأعداء … عبادة يوفق الله إليها من شاء من عباده

. فما أحوجنا إلي عبادة الفهم والحكمة والثبات وعدم الإنزلاق ومراقبة الله وتقواه في كل وقت وخاصة في زمن الهرج ….

ويظهر ذلك أيضاً في ثبات سيدنا أبي بكر في وقت أن لحق رسول الله بالرفيق الأعلى

.وحين هاجر سيدنا عمر علانية
.وحين نام سيدنا علي رضي الله عنه في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم

.وحين قبل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يكون المقتول بدلاً من أن يكون القاتل

.وحين ذهب سيدنا عبد الله بن عباس ترجمان القرآن إلي الخارجين على سيدنا علي رضي الله عنه وهو صاحب المناقب الكبري من كرم الله وجهه وفتح الله على يديه خيبر وزوجه الله فاطمة الزهراء …

. وحين امتنع الراعي عن عطاء سيدنا عبدالله بن عمر من الغنم التي ليست له وقال له يا سيدنا إن كان صاحب الغنم لا يرانا فأين الله

. وحين امتنعت بنت بائعة اللبن أن تخلط اللبن بالماء وقالت إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا

.إن حسن الفهم وإزالة الشبه العقلية والمفسدات الفكرية والشائعات الشيطانية هي من عبادة الوقت …

فعلها سيدنا بن عباس مع الخوارج قديما وعاد أكثرهم عن الضلالة والتشدد والغلو ….

فما أحوجنا للهداية لعبادة الوقت والحال والمقتضي ….

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

إبراهيم الجمل
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى