١١ رمضان (سيدنا أيوب) للواء جمال رشاد

١١ رمضان (سيدنا أيوب) للواء جمال رشاد
لما بنتكلم عن الصبر….لازم نذكر اسمه.
سيدنا أيوب ينتهي نسبه عند إسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام وكان شخص غني وعنده أراضي كثير وماشية وأولاد، لكن بعد فترة خسر كل شيء واصيب بمرض لم يسلم منه أي عضو في جسمه … وكان اختبار من الله ، صمد أيوب وصبر لغاية ماشفاه الله في النهاية ،ذكر اسمه ٤ مرات في القرٱن.
قصة ايوب لخصها القرٱن في الاية دي :
{وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}.
ايوب ابتلاه ربنا في جسمه، لحد مابقاش من جسمه مكان سليم لغرز إبرة، فضل قلبه ولسانه بس اللي شغالين…قلبه ينبض ولسانه يتمتم بذكر الله.
خسر كل حاجة في الدنيا ماله وأهله وجيرانه اللي سابوه إلا بس زوجته اللي فضلت تخدمه وماكنتش بتفارقه خالص إلا لخدمة الناس بالأجرة وترجع تاني لخدمته ورعايته وإطعامه عشان كانت مؤمنه بالله وبنبوته وفضل الحال ده ١٨ سنة حسب أغلب ما قيل.
ويقال ان زوجة ايوب قالت له وقت مرضه: «ادع الله يا رجل أن يرفع عنك الضر، ويمن عليك بالشفاء»، فقال لها أيوب: «والله يا امرأة إني لأستحي من ربي أن أطلب منه ذلك، وهو العليم الخبير بحالي وبشؤون عباده، ولو شاء لرفع المرض عني»
لكن المرض زاد أوي ومابقاش قادر يستحمله،أيوب دعا ربنا وقال :
{أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}،
وفي آية تانية قال: {رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب}
هنا استجاب له ربنا أرحم الراحمين، وأمره أنه يقوم ويضرب الأرض برجليه…..فعلا أيوب عمل كده ، وربنا أخرج ينبوع ماء من الأرض وأمره أن يغسل نفسه منه وراح منه كل الأذي والقروح اللي علي جسمه.
وأمره يضرب الأرض في مكان تاني، وخرج ينبوع جديد وأمره يشرب منه ، فزال عنه كل اللي كان في باطنه من الأمراض، واكتملت صحته وعافيته في الظاهر والباطن ربنا قال :
{اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}.
مش كده وبس….ده ربنا كرمه كبير ، أعاد له ماله وشباب زوجته ويقال ان ربنا أحيا له أولاده اللي ماتوا.
قال ابن مسعود وأيده ابن عباس : مات أولاده وهم سبعة من الذكور وسبعة من الإناث فلما عوفي أحياهم الله له ، وولدت امرأته سبعة بنين وسبع بنات ، وده تفسير الٱية دي عند كثير من المفسرين:
قال تعالي :
﴿ فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرّٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰبِدِينَ ﴾
وكمان فيه ٱية جميلة أوي لها علاقة بأيوب ربنا بيقول فيها:
(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
الٱية دي كتير مننا بيقراها ومش بيركز في معناها ، وحكايتها ان أيوب بعت زوجته في مشوار معين، فاتأخرت عليه، وأقسم أنه لو شفي من مرضه حيضربها ١٠٠ ضربة، ويقال انه اكتشف انها باعت ضفيرة من شعرها علشان تجيب له طعام وزعل منها جدا ويقال كمان انه توعدها لانها كل شوية تقول له ادعي ربنا يرفع عنك المرض وهو مكانش عايز كده….
المهم…..لما شفي كان لازم ينفذ حلفانه ويضربها. لكن ربنا كريم ورخص له أنه يأخذ حزمة صغيرة فيها مائة عود من الحشائش والأعشاب ، ويضربها بيها مرة واحدة، وبكده يكون جمع بين الوفاء بيمينه، وبين الرحمة بزوجته اللي أحسنت إليه أيام مرضه.(تفسير ابن كثير)
يتبع ……