المقالات

وقع الكَلِمْ

وقع الكَلِمْ :                                                                   كتبت /,خلود ايمن 
الإنسان كائن بسيط ضعيف قد تجرحه كلمة وتداويه أخرى وتُغيِّر حاله من النقيض للنقيض لذا علينا انتقاء تلك الكلمات قبل أنْ تخرج من ثغورنا حتى لا نتسبب في أذى الغير أو جرحِه أو التقليل منه بطريقة أو بأخرى ، فكما قال السالفون بعض الكلمات نور وبعضها الآخر قبور وقد تضئ كلمتك طريق أحدهم وتُدخِل السرور على قلبه وقد تؤذي آخر سواء قِيلت عن عمد أو بغير قصد فلهذا كان علينا التركيز جيداً فيما يصدُر عنا من أقوال حتى لا نترك أي أثر سلبي داخل نفس أي شخص ويظل يتذكره طيلة العمر بلا قدرة على نسيانه أو تجاوز تأثيره عليه ، فكما يُحب الإنسان أنْ يُعامَل يجب أنْ يُبادر الغير بتلك المعاملة الراقية حتى يَجِد منه ما يُحب ويرضى دون أنْ يؤذيه أحد بشكل أو بآخر ، فحتى الضرر بالكلمة يُرَد كغيره من الحقوق التي لا تُترَك أو تضيع هدراً في تلك الحياة فلها قانون عادل لا يظلم أحداً ، فيجب على كل امرئ أنْ يعرف حدوده وألا يحاول تعديها أو تجاوزها ذات يوم حتى لا يجد نتيجة لا تُرضيه بالمَرة ويندم على كامل أفعاله التي أساء فيها في الماضي بلا قدرة على محو أثرها فيما بَعْد ، فلكل فعل رد فعل يُعَاد لصاحبه يوماً ما فلا بد أنْ يعلم هذا جيداً كي يتقي الله في أفعاله وأقواله حتى يجد ما تسعد به نفسه وينشرح صدره فيُرسِل الله إليه من يُقدِّره ويُحسِن تعامله ويرفع من شأنه ، فالتعامل السوي البسيط يجلب نظيره ويُطبَّق هذا بالمثل على التعامل المُنفِّر الذي يُبعِد عنك الجميع بلا رغبة في معرفة شخص مثلك حاد الطباع ، قاسٍ وقت الحديث ، فالتخلص من الأشخاص المؤذيين هو غاية كل البشر في الوقت الحالي كي يعيشوا في سلام نفسي وأمان لا حد له ولا نهاية بعيداً عن أي صراعات فالعالم ليس بحاجة لمزيد من الشرور ، لتلك الكلمات الجارحة التي تنطلق كرصاصة صُوِّبت تجاهنا بقصد فأَوْدَت بحياتنا على الفور بلا تفكير في أثرها الفتاك تماماً …

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى