المقالات

الوعي بالذات والآخر 

الوعي بالذات والآخر 

 

بقلم/رانيا ابوالعلا

اخصائي نفسي وإرشاد اسري وزواجي

 

المقبل على الزواج يحتاج أن يكون واعيا لاحتياجاته الشخصية وللاحتياجات النفسية والاجتماعية لشريك الحياة

يعد الوعي بالذات والآخر من الركائز الأساسية لنجاح العلاقة الزوجية وتحقيق التوافق بين الزوجين إذ يشير إلى قدرة الفرد على إدراك ذاته بما يشمل مشاعره أفكاره واحتياجاته إلى جانب إدراكه لشريك الحياة وفهم مشاعره واحتياجاته ووجهات نظره و أن عدم الوعي بالذات أو بالآخر يؤدي إلى سوء التفاهم بين الزوجين وتصاعد الخلافات بينما يتيح الوعي الفعال إدراك نقاط القوة والضعف في العلاقة والتحكم في الانفعالات واتخاذ قرارات رشيدة تسهم في تعزيز التوافق الأسري والسعادة الزوجية

ويتضمن الوعي بالذات القدرة على تقييم الذات بشكل موضوعي وفهم دوافع السلوك الشخصي والاعتراف بالمسؤولية الفردية في العلاقة الزوجية كما يشمل القدرة على التكيف مع الاختلافات الشخصية وتجنب إسقاط التوقعات غير الواقعية على الشريك ومن جهة أخرى يتطلب الوعي بالآخر القدرة على التعاطف مع مشاعر الزوج أو الزوجة وفهم دوافعه واحتياجاته والاستجابة لها بطريقة إيجابية مما يعزز من الترابط العاطفي ويقوي أسس العلاقة الزوجية كما أن برامج الإرشاد الزواجي تلعب دورا حيويا في تنمية الوعي بالذات والآخر من خلال تعليم الأزواج مهارات الانعكاس الذاتي والتقييم الشخصي ومهارات الاستماع الفعال والتعرف على أساليب التعبير عن المشاعر بطريقة مقبولة للطرف الآخر و أن هذا الوعي يساعد على الحد من الضغوط النفسية والصراعات الزوجية ويعزز القدرة على حل المشكلات بشكل بناء ويقلل من احتمالات ظهور اضطرابات سيكوسوماتية ناتجة عن التوتر المستمر وبذلك يصبح الوعي بالذات والآخر أحد أهم العوامل التي تدعم التوافق والتواصل الفعال بين الزوجين وتسهم في بناء حياة زوجية مستقرة وسعيدة حيث يتيح لكل طرف القدرة على فهم نفسه وشريكه ومواجهة التحديات الزوجية بأسلوب متزن يوازن بين الاحتياجات الفردية ومتطلبات العلاقة المشتركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى