أخبار مصر

{ الاعمال السلمية للملك أحمس الأول }

 

كلمه العرب

كاتبة في التاريخ المصري القديم وعضوة بفريق حراس الحضارة للوعي الأثري.

لم يكن أحمس بطلاً من أبطال الحرب فحسب وإنما كان ايضا كذلك بطلاً من أبطال التعمير والسلام ، حيث قضي أيام حكمه الباقية بعد قضاءه علي الهكسوس من أجل إصلاح البلاد وتوطيد النظام ونشر الأمن ، وقد نجح في إخضاع معظم أمراء الأقاليم وجعلهم أقرب إلي رجال البلاط منهم إلي حكام وراثيين.

كذلك فقد قام بفتح المحاجر وإصلاح ما هدمه الهكسوس في المعابد وترميم المقاصير وأشاع الرخاء في البلاد ، كما قام بنقل الأحجار من “طرة” واصلح معبد كان في “منف” ومعبد “آمون” بالكرنك ، ويقال أن أحمس قد استخدم ثيران الهكسوس في أعمال عمارته في السنة الثانية والعشرين من حكمه.

ويمكن القول أن ملوك الدولة الحديثة حاولوا إعادة الأستقرار الداخلي للبلاد حتي يتمكنوا من بث الطمأنينة داخل المجتمع المصري ، كما ظهر في النصوص ما يدل علي اعتناء الملوك بتتبع أحوال الناس في كل وقت ، فظهر لقب عين الملك وأذنه ، وحمل هذا اللقب كبار الموظفين لاسيما في الأسرة الثامنة عشر والتي قد قامت بعد فترة مظلمة من تاريخ مصر حيث تأخرت البلاد عن ركب الحضارة والتقدم ، ويقوم عين الملك وأذنه بمعرفة ما يردده الناس اثناء حديثهم ومن ثم يرفعون ذلك إلي الملوك مباشرة.

ويمكننا القول أنه رغم تلاشي وجود الهكسوس إلا أنهم لم ينسوا قط ، حيث أنهم قد تركوا بصمة علي عقل المصريين لن تختفي بالكامل ، وايضا تركوا بذرة في الجسم السياسي سوف تحمل ثمرة غريبة في السنوات القادمة ، وسواء أعجبنا ذلك أم لا فإن مصر قد أصبحت قوة عسكرية ، وسوف يصبح الجيش بعد ذلك هو الأداة الحاذقة والمهنية والتي سيكون لها تأثير كبير .

كذلك فقط اكتسب الجيش المصري العديد من الأسلحة الجديدة ، ورغم أن الحصان قد كان معروفاً قبل الهكسوس إلا أن سجلات هذه الفترة تعتبر أول ذكر لاستخدامه في الحرب ؛ فيبدو أن العربة كان يقودها فرس وكانت كل عربة تحمل رجلين ، كذلك فقد كان قوس العربة أقوي بكثير من القوس البسيط القديم الذي كان المصريون يستخدمونه دائما ، وبهذا يمكن القول أن الهكسوس قد أضافت عاملاً أكثر أهمية للحياة المصرية ، وقد حاول بعض العلماء تفسير الوضع بأن المصريين لم يعودوا يشعرون بالأمان بعد ان تم اختراق الجدران ، ولكن أن التحليل النفسي للأمة بأكملها عمل صعب خاصة عندما يكون كل أعضاء تلك الأمة قد أصبحوا تراباً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى