Uncategorized

السلاح الكيميائي عند الكائن الحى (٢) Toxins السموم ( الجزء الاول )

السلاح الكيميائي عند الكائن الحى (٢) Toxins السموم ( الجزء الاول )
“المقال الثاني من سلسلة تبسيط وتمصير العلوم وربطها بالهوية والثقافة والتراث المصري ”
كتب:كيميائى/ محمد الشويخ
قد يظن البعض ان علم الكيمياء بنظرياته وتطبيقاته المعملية في معزل من التاريخ المصري القديم ، لكن في الحقيقة التجارب والتطبيقات الكيميائية موجودة منذ نشاه الحضارة المصرية ، ولم تتطلب معمل او مختبر حديث مجهز ، فتحضير الطعام في المطبخ المصري هو عباره عن عمليات كيميائية (مثال اضافة كلوريد الصوديوم (ملح الطعام ) وتفكك الرابطة الايونية في الملح بامتصاص الحرارة ) ، وتخمير اللبن والعصائر هو عمليات كيميائية ، صناعة الخبز عمليه كيميائية ، وصهر وسبك واستخلاص المعادن عمليه كيمائية، تجهيز الأواني والفخاريات حسب نسبه المكون الكيميائي فيها والشوائب والمعادن لتناسب السائل المطلوب هو ابضا عملية كيميائية
وبالإضافة الى وجود الكيمياء في الطعام والشراب والاحتياجات اليومية استخدمت المركبات الكيميائية في اغراض اكثر تطورا وتعقيدا وايضا حاضره وبقوة في تلك الاستخدامات في التاريخ المصري القديم ومن ضمنها استخدام السموم فى الاغراض الحربية والدفاعية
ومنذ ان نشأت الحضارة المصرية كان هاجس المصري القديم الحفاظ على المومياوات والمقابر نظيفة من الثعابين والعقارب التي تعج بها البيئة المصرية واتخذ لذلك تدابير شملت زراعة نباتات واشجار طاردة للثعابين ( مقاومة بيولوجية) او استخدام مواد وطلاءات واصباغ وسوائل ذات رائحة نفاذة لطرد العقارب والثعابين او الحل السحري بتربية واستخدام الحيوانات الاليفة ( الكلب والقطة ) اكبر عدو طبيعي لتلك الكائنات مفرزة السموم .
ولاشك ان المصري القديم هو اقدم من اكتشف فعالية وكيمياء السموم فلدينا من عصر متون الاهرام تصنيف لأنواع متعددة من الثعابين وتحفل البرديات الطبية بتصنيف متقدم للثعابين وترياقها وطرق الاسعاف من سمها حسب نوعها ( الطب والكيمياء فى مصر القديمة محمد الشويخ ٢٠١٨)
وتبعا لاكتشاف قوة وفعالية السموم منذ عصر مبكر نستنج انها استخدمت مبكرا فى طلاء الاسلحة من رماح وسهام وقذائف لان المصري القديم لم يتكاسل ويتوانى عن استخدام اى تقنيات حديثة ولدينا من عصر الدولة القديمة والوسطى ماكيت خشبى لتشكيلات عسكرية مموهة على نمط الجيوش الحديثة
وحسب الاسطورة فان رع اله الشمس قد لدغه ثعبان واستخدمت ايزيس قدرتها الطبية لعلاجه كأقدم طبيبة مصرية كما كان ابنها حورس تميمة اساسية في اللوحات الشافية والحارسة ضد لدغ العقارب والثعابين .
وحسب الاسطورة فان كليوبترا استخدمت سم الافعى للهروب من مصير زنوبيا وهو العرض فى قفص في روما كغنيمة حرب
وعلى الرغم من وفرة الثعابين والعقارب في البيئة المصرية الا انها تعتبر الاقل حظا في احتوائها على الحيوانات التي تستخدم السم كوسيلة دفاعية والتي تحتوى البيئة الاستوائية على اكبر قدر منها
ومن تلك الكائنات الضفدع السام الملون وهو يختلف تماما عن الضفدع المصري المفيد للبيئة ، وتنين الكومودو الذى يعيش في جزر الجلاباجوس ومن مملكة النباتات النبات السامة مثل الشكران ( الذى انتحر به سقراط الفيلسوف ويوجد نبات مُزِهرٌ شائع ومعروف، ينتمي إلى عائلة نباتية تحمل اسم “الحوذان” أو “رِجل الغراب” والذي يُعرف أيضا باسم “الأقونيطن”، وأزهارٌه توصف بأنها تشبه قلنسوات الرهبان. لكن هذا النبات يُعرف كذلك بأسماء أخرى ذات طابع أكثر شؤما؛ مثل “خانق الذئب” وخوذة الشيطان” و”ملكة السموم ” وهو النبات الاكثر فتكا على الاطلاق ويؤدى الى فشل تتنفسي سريع ومن مملكة الفطريات العديد من الفطريات ذات
المتنوعة ومعظمها يتميز بالألوان الزاهية كوسيلة تطورية للحماية حيث تتعلم الحيوانات ساكنة الغابة ان كل زاهي وملون هو مصدر خطورة وشر وذلك بالتجربة التي تنقل للقطيع عبر وسائل التواصل البصرية والحسية والكيميائية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى