Uncategorized

من لم يحفظ النعمة زالت

من لم يحفظ النعمة، زالت

كان دائماً يتحامل عليها ويظهرها أمام الجميع بأنها الشخص السيء الذي لا يقوم بأي دور من ادواه، وكانت دائماً تعلي من شأنه أمام الجميع في غيابه أو حضوره، حتى سئمت ورحلت.
بينما هو وكأنه كان ينتظر منها ذلك، لم يمض وقتا طويلا إلا وكان قد تزوج بأخرى، وعلى عكس زوجته الأولى كانت سليطة اللسان لا تعطيه أي أهمية، كانت كثيرة الطلبات قليلة الأفعال، كل ما يهمها هو أن تظهر أمام الجميع وكأنها تملكه، يفعل ما تريد، يقول ما تريد وحين سئم هو وبدأ يقارن بينها وبين زوجته الأولى اعترف بينه وبين نفسه أنه كان مخطىء في حقها وأنها فعلا كانت نعم الزوجة الصالحة التي لم تظهر سوءه يوما لأحد حتى بعد أن انفصلت عنه.
انفصل عن زوجته الثانية وظل يبحث عن وسيط بينه وبين زوجته الأولى حتى توافق على الرجوع وأن يتزوجها مرة أخرى، لكن دون جدوى حتى جاءت المفاجأة ذات يوم بعد أن انتهى من عمله كان جالسا في احدى الحدائق العامة وبالصدفة رأى زوجته الأولى مع رجل آخر يبدو أنه زوجها وراقب من بعيد كيف يعاملها، كان يبدو عليه أنه يداعبها من الابتسامة التي لم يراها على وجهها طيلة فترة زواجهما، رآه يضع قطعة الشيكولاته في فمها وهي تبتسم ثم تأخذ هي الآخرى قطعة من الشيكولاتة وتضعها في فمه والإبتسامة لا تفارق وجهيهما
فأيقن حينها أنها كانت نعمة من الله لم يقدرها ولم يصونها فحرمه الله إياها، ليأتي من يقدرها.
فقال في قرارة نفسه انه استحق ما عانى وهي استحقت ما عوضها الله به، وحمل حسرته في قلبه، ورحل.

سحر ابوالعلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى