أصحاب ولا أعز بين التساؤل والاستنكار
بقلم: المرشدة النفسية شيري حنا
وسط ضجة واستنكار ومعارضة وموافقة طل علينا فيلم “أصحاب ولا أعز” بطولة نخبة من الممثلين العرب وإنتاج
نتفليكس Netflix
ناقش الفيلم قضايا مجتمعية هامة مثل : المثلية – الخيانة الزوجية – العلاقات الجنسية خارج الزواج عند المراهقين – الكذب والخداع في العلاقات وغيره من القضايا الشائكة.
الفيلم معرب من الفيلم الإيطالي Perfect Strangers
وهو إنتاج عربي مشترك بين مصر ولبنان والأمارات
وقام ببطولته مجموعة متميزة من الممثلين العرب
منى زكى و إياد نصار ، و عادل كرم، ودياموند بو عبود، وجورج خباز، و ناديم لبكى، وفؤاد يمين، وإخراج وسام سُميرة
يحكي الفيلم عن مجموعة من الأصدقاء يجتمعون على العشاء، وتبدأ أحداث الفيلم ثم يقررون ان يلعبون سويا لعبة صغيرة وهي فتح رسائل ومكالمات التليفون أمام الجميع، ليكتشف الجميع أسرار وخبايا كل شخص فيهم.
فأكتشفوا ان بعضهم مثلي الجنس، والبعض يخون شريك حياته ،والعديد من الإسرار والخبايا، وتنتهي أحداث الفيلم ان اللعبة لم تحدث وكانت أحداثه تخيليلة.
يحسب للفيلم :
١– انه جمع مابين كوكبة من نجومنا في الوطن العربي
٢– أشار لقضايا مجتمعية هامة وموجودة بالفعل
٣– الأداء التمثيلي المتميز للممثلين
أخذ على الفيلم عدة مأخذ منها :
١– لغة الحوار التي احتوت على العديد من الألفاظ الخارجة والإيحاءات الجنسية، فهو لايصنف فيلم عائلي ولاتستطيع مشاهدته مع أبنائك.
٢– استقطاب عادات غربية مثل شرب الخمور، والقبلات بين الأصدقاء من الجنسين وجميعها أمور لا تمثل ثقافتنا كعرب، وتناقض قيمنا الدينية والمجتمعية.
٣– أشار الفيلم لقضايا هامة جدا ولكنه لم يعالجها ولم يسلط الضوء على أسبابها ولا علاجها ، ذكرها لمجرد الذكر دون تقديمها بشكل متكامل الأركان.
نال الفيلم استحسان القليل ،بينما النسبة الأكبر من المشاهدين أبدوا استنكارا وذكروا ان الفيلم لايناسب عاداتنا وتقاليدنا، وانه فيلم جرئ ولايناسب مجتمعنا العربي
وبين مؤيد ومعارض ومستنكر يتبقى لنا عدة تساؤلات لصناع الفيلم والشركة المنتجة :
١– هل يتم اقتباس الأفلام الأجنبية دون مراعاة تقاليد واعراف وقيم المجتمع المنقول له الفيلم؟
٢– هل نشير لقضايا هامة وشائكة وخطيرة دون مناقشتها وتغطيتها من كافة جوانبها بشكل كافي ؟
٣– هل نحاكي المجتمعات الغربية دون تفكير إذا كانت العادات والأفكار تناسبنا ام لا؟
القضايا المجتمعية الهامة التي أشار لها الفيلم، كل قضية منهم تحتاج لمعالجة درامية منفردة في فيلم خاص بها
معالجة قوية ودقيقة وشاملة حتى يستفيد المشاهد العادي
وليس مجرد ذكر القضية دون عرض أسبابها وطرق علاجها.
