شعر وادب

عندما تتوقف الحياة

بقلم -رشا حافظ
الحياة رحلة مليئة بالفرح والأحزان والأحلام .
مليئة بالمتع والمعاناة كلنا نحب الحياة ونسعي لإكتساب أكبر قدر من المال والعلم ووسائل الترفيه يشعرنا فيها بالسعادة ولكن ٠٠٠٠٠٠
عندما ينقص شيء من هذه الأشياء وربما بدرجة بسيطه فإنه يسلبنا سعادتنا بل أحيانا نعيش في إكتئاب حزنا علي ما فقدناه .
ولا نعلم أو بمعني أخر لا نستوعب أن ما فقدناه هذا هو القدر الذي نحتمله فعلا من الفقد وهو إختبار من الله عز وجل ولابد أن نمر به جميعا في مراحل مختلفه من أعمارنا وبطرق مختلفه في حياتنا
ولكن هناك عثرات تتوقف عندها الحياة تتوقف بمعني الكلمة فلا نشعر حينها بأي لذه لأي متعة مهما كانت نقف فقط عند هذه العثرة وكل ما نتمناه هو زوالها وأن نتخطاها بأي وسيلة .
أتذكر ذلك اليوم الذي جلست فيه بجوار سيدة طيبه الملامح مصرية خالصه بكل تفصيلة في وجهها وبعباءتها السوداء الفضفاضه بكم الحزن والرضا الذي تحمله ملامحها .
جلست بجوارها في إحدي المستشفيات المتخصصة في علاج أورام وسرطانات الأطفال لأسألها عن تجربتها مع إبنها لعلها تطمئنني من خلال ما مرت به .فسألتها إبنك أم بنتك التي تعاني المرض فردت إبني تسع سنوات منذ سنه إكتشفنا المرض وبدأنا رحلة العلاج فرددت مسرعة وهل هناك تحسن بعد عام من المعاناة فقالت في بداية المرض استأصلوا له إحدي قدميه فظننت أن هذا هو نهاية المعاناة ولكن الورم قد انتشر إلي رجله الأخري ثم إلي باقي جسده وقال لي الطبيب علي حد قولها في هذه اللحظه عجز الطب عن تقديم أي نوع من العلاج فقد إنتشر المرض وليس بوسعنا سوي إعطاء مسكنات ليتحمل الألم حتي تحين اللحظه التي يريدها الله فسألتها مسرعه وهل يعاني من أي ألم أم المسكنات تمنحه الشعور بالراحة فقالت إنه يعاني ويتألم ليل نهار ولا تسيطع المسكنات تسكين الألم لخمس دقائق فقط حين ينام ابني ولو خمس دقائق دون ألم أحمد الله حمدا كثيرا.
إنه يتألم ولا أستطيع أنا او والده او الاطباء أن نفعل له شيئا.
ثم صمتت قليلا وقالت والده يقول لي سامحيه حتي تذهب روحه الي خالقه هتعلقك به هو ما يجعله علي قيد الحياه
انا أود ان يرتاح من معاناته ولكن لا اتخيل الحياة بدونه
هنا لم اعد أستطيع ان أسمع باقي حكاياتها فانهرنت في البكاء وعرفت أن هناك عثرات تتوقف عندها الحياة نعم تتوقف .
تخيلوا كل ما تتمناه هذه الام المكلوبة أن يموت إبنها رحمة له من ألمه
كيف تسيطيع ان تتحمل مرور الايام ؟
ماهو طعم الماء او الطعام في فمها ؟
ما الذي تحلم به ؟
ماهي الحياه بالنسبه لها ؟اسئلة كثيره لا أجد إجابه لها
غير الحمد علي ما نحن فيه مهما كان وأيا كان الحمد لله وفقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى