المقالاتدينى

رسل المسيح والكرازة

رسل المسيح والكرازة

بقلم إيڨيلين موريس

 

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمس بعيد أستشهاد الرسولين بطرس وبولس أو عيد الرسل بعد فترة صوم بدأت في اليوم التالي لعيد حلول الروح القدس.

ورسل المسيح هم هؤلاء المعينين للكرازة بعد أن حل الروح القدس عليهم في يوم الخمسين .

لم تكن كرازة السيد المسيح له المجد كرازة فرديه قائمه علي فداءه للبشريه وحسب لكنها كانت كرازة جماعيه قائمة علي التلمذه والتسليم من جيل إلي جيل.

فقد كان السيد المسيح له المجد يجول يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس وينزع كل مرض وكل سقم في الشعب، إلا أنه كان يعلم أنه لن يمكث معهم إلي الأبد لذا فقد دعا السيد المسيح الرسل للكرازة وأعطاهم السلطان علي شفاء كل مرض وكل ضعف في الشعب وأرسلهم بعد أن أعطاهم الكثير من الوصايا كي يتبعوها في كرازتهم.

وقد اوصاهم السيد المسيح أن تكون كرازتهم كالتالي

إكرزوا قائلين قد أقترب منكم ملكوت السموات

اشفوا المرضى

طهروا البرص

أقيموا الموتي

اخرجوا الشياطين

إذا الأسلوب الذي طلب السيد المسيح من التلاميذ اتباعه في الكرازة لم يكن قائما علي الجانب الروحي فحسب بل امتد ليشمل شفاء الجسد والنفس أيضا لأنه يعلم أن الروح لا تستطيع أن تنفصل عنهما ، فكيف تحدث مريضا عن ملكوت الله وهو غارق في آلام الجسد ، مماتا في خطاياه أو معذب النفس من أبليس فإن حديثك له حينها ربما يجعله ساخطا علي الله رافضا له ،فتفشل كرازتك حينها وتموت قبل أن تبدأ.

 

إذا فإن الكلام مع الناس عن ملكوت الله لا يحتاج لأناس عارفون أو فاهمون لكلمة الله بل هو للمدعون لهذا العمل الذين يملكون قوة من الأعالي تجعلهم قادرين ليس فقط عن الحديث عن الله بل أن يعملوا اعمال الله ذاته، وهذه هي الكرازة.

 

يذكر سفر أعمال الرسل أنه بعد قتل إسطفانوس حدث اضطهاد عظيم علي الكنيسة وتشتت الجميع في كور اليهودية ما عدا الرسل ، ويذكر أن هؤلاء المشتتين جالوا مبشرين بالكلمة بينما فيلبس وهو أحد التلاميذ الرسل كان يكرز بالمسيح وكان الجميع يسمعون له بنفس واحدة ناظرين إلي الآيات التي صنعها من معجزات شفاء وإخراج شياطين فكان فرح عظيم لتلك المدينة.

 

إذا يااحبائي هناك فرق بين البشارة والكرازة، فالبشارة جميعنا مدعوين لها وهي في معناها تحمل فرحا للجميع

أما الكرازة فهي تحمل جانبان جانب التبشير وهي رسالة فرح لمن يؤمن ،وجانب التخويف بأن هناك دينونة لمن لا يؤمن، وهي تخص فقط المدعون للكرازة اللذين منحهم الله أن يعملوا أعماله فيشفوا المرضي ويقيموا الموتي ويخرجوا الشياطين فلا يجب علينا إذا كمؤمنين أن نتعدي حدودنا ونكرز ونحن لم نأخذ ما أخذه الكارز من هبات الروح القدس للكارزين.

 

كل عام وانتم طيبين

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى