سياسة

لا بديل عن قناة السويس شريان الارض

لا بديل عن قناة السويس شريان الارض
كتب قبطان محمد نورالدين
المحاولات الإسرائيلية لسحب البساط من قناة السويس وتحويل التجارة الدولية لميناء إيلات ليست جديدة، فهو حلم يراود إسرائيل منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عندما أغلقت مصر القناة أمام حركة الملاحة الإسرائيلية، ولعبت إيلات حينها دورًا استراتيجيًا لإسرائيل. وفى عام 2012 قررت الحكومة الإسرائيلية إنشاء خط سكة حديد لنقل البضائع عبر البحرين الأحمر والمتوسط بين إيلات وعسقلان-أشدود، لكن الدراسات أظهرت أنه غير مجدٍ اقتصاديًا، حيث لا يمكن توسيع ميناء إيلات لاستقبال السفن العملاقة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة خط السكة الحديد، وسيلحق أضرارا كبيرة بالبيئة ولن يكون قادرا على نقل سوى بضع مئات من الحاويات، وهناك البعد السياسى بمحاولة إسرائيل الاستيلاء على مصدر رئيسى للدخل القومى المصري، لذا تم تأجيله. وتجدد الحلم الإسرائيلى أخيرا بعد أزمة السفينة العالقة إيفر جيفن، وبدلاً من اتجاه السفن يسارًا للبحر الأحمر للمرور عبر القناة، يمكنها أن تتجه يمينًا إلى خليج إيلات، وتفريغ حمولتها فى قطارات لشحنها إلى موانى أشدود وحيفا، ثم إعادة تحميلها على السفن المتجهة لأوروبا. وقوبل المشروع بمعارضة كبيرة من جانب المسئولين، بمن فى ذلك رئيس غرفة الشحن الإسرائيلية، الذى أكد أن الموانى الإسرائيلية تعمل بكامل طاقتها ولا يمكنها قبول المزيد من السفن وان ميناء إيلات لن يمكنه أبدًا منافسة قناة السويس فتصميمه غير مهيأ لتقديم خدمات تضاهى القناة التى تستثمر فيها مصر بقوة. حتى مشروع خط أنابيب نقل نفط الخليج عبر إيلات إلى أوروبا الذى تم توقيعه أكتوبر الماضى لن يفيد إسرائيل كثيرًا، إذ تبلغ عائداته 800 مليون دولار، حصة إسرائيل منه لا تتجاوز 10٪ وله أضرار بيئية خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى