Uncategorized

وقت تتوافق فيه الصدفة مع القدر احيانا

كتب: د.سامح الهواري 

هناك كثيرون شاهدوا سلسلة الأفلام العالميه Final destination ” القدر المحتوم ” هذه السلسلة من الأفلام تعتمد علي الاثاره والرعب وغير قابله للتصديق لأنها تعتمد علي افكار خارقه للطبيعه . ولكن بالفعل قد تم ترجمة هذه السلسله في حياتنا الواقعية وكان هناك مثالا حيا من تاريخنا الثقافي العظيم .حينما توفي الشيخ محمد عبده” مفتي الديار المصريه”
وقف ستة من الخطباء والشعراء
يرثونه ويعددون مناقبه،
وهم بحسب ترتيبهم في الوقوف :

١- الشيخ أحمد أبو خطوة .
٢- حسن عاصم بك .
٣- حسن عبد الرزاق باشا الكبير .
٤- قاسم أمين .
٥- حفني ناصف .
٦- حافظ إبراهيم .

كان أولهم رثاءً أولهم وفاةً
ثم لحق به ثانيهم
ثم حان أجل الثالث
ثم عرجت المنية على الرابع
حدث هذا كله في ثلاث سنوات

ولم يبق من الستة إلا الخامس حفني ناصف
والسادس حافظ إبراهيم

وهنا وقع في قلب حفني ناصف أن الدّوْرَ حلّ عليه
وأن منيته قد قربت ‘
فكتب إلى حافظ إبراهيم أبياتاً جاء فيها :

أتذكر إذ كنّا على القبر ستةٌ
نُعدد آثار الإمام ونندب

وقفنا بترتيبٍ وقد دَبّ بيننا
مماتٌ على وفق الرثاء مرتب

أبو خطوةٍ ولّى وقَفّاه عاصمٌ
وجاء لعبد الرزاق الموت يطلب

فلبّى وغابت بعده شمس قاسمٌ

وعما قليلٍ شمس مَحياي تغرب

فلا تخش هلاكا ما حييتُ فإن مت
فما أنت إلا خائفٌ تترقب .

فخاطر وقع تحت الترماي ولا تخف
ونم تحت بيت الوقف وهو مخرّب

وخُض لجج الهيجاء أعزل آمنا
فإن المنايا عنك تنأى وتهرب

لهذا لم يكن عجيباً
أن ينتظر حافظ الموت
بعد ذلك . إن وفاة الأربعة
تمت خلال ثلاث سنوات فقط ففي كم من الوقت تتم
وفاة الآخرين .

ولقد شاءت إرادة الله تعالى
أن تطرد فصول هذه القصة العجيبة إلى نهايتها
فقد مات حفني ناصف
قبل حافظ إبراهيم ، أي بنفس ترتيبه
في الوقوف في لحظه رثاء الشيخ محمد عبده
وإن تأخر كثيراً عن سابقيه.

وهنا قال حافظ :

آذَنت شمس حياتي بمغيب
ودنا المنهل يا نفس فطيبي

قد مضى حفني وهذا يومنا
يتدانى فاستثيبي وأنيبي

قد وقفنا ستةً نبكي على
عالم المشرق في يوم عصيب

وقف الخمسة قبلي فمضوا
هكذا قبلي وإني عن قريب!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى