نص كلمة اللواء ربان محمود متولى الامين العام للصالون البحرى المصرى بمؤتمر الاقتصاد الازرق فرص للتنمية المستدامة نيابة عن اسرة الصالون البحرى المصرى
نص كلمة اللواء ربان محمود متولى الامين العام للصالون البحرى المصرى بمؤتمر الاقتصاد الازرق فرص للتنمية المستدامة نيابة عن اسرة الصالون البحرى المصرى متابعة /فريال مؤمن بسم الله الرحمن الرحيم
... الحضور الكريم
بالأصاله عن نفسى وبالأنابه عن أسرة الصالون البحرى المصرى..
أود أن أعبر عن خالص الشكر والتقدير لمشاركتنا مع جامعتى المنصوره وبورسعيد الموقرتان والجمعيه العلميه العربيه للنقل العريقه فى المؤتمر الأول للأقتصاد الأزرق ( فرص للتنميه المستدامه ) بما نمتلكه جميعا من خبرات علميه وعمليه وأكاديميه متخصصه لخدمة مصر من أجل تعظيم الاستفاده من أقتصادها الأزرق وعبور أزماتها الأقتصاديه.
فى بداية كلمتى أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم فى عقد وتنظيم هذا المؤتمر الهام وأخص بالشكر معالى السيد وزير التعليم العالى والبحث العلمى لرعايته للمؤتمر والساده رؤساء جامعتى المنصوره وبورسعيد لجهودهما المقدره لأنجاح هذا الحدث الهام والذى أعتبره وساماً على صدر المعرفه والتنوير ليتصل الواقع مع العلم فى سبيكه متفرده.. تبين أن العلم والإنسانيه لا مكان لهما إلا فى الرؤى المستقبليه والفكر المدروس فى أطار تحكمه الأخلاق والقيم والأمل فى غد مشرق سعيد للجميع.
واسمحوا لى أن أتقدم بشكر شخصى لكل من تكرم بطلب تأجيل موعد هذا المؤتمر الهام لحين عبورى لأزمتى الصحيه حتى أتمكن من المشاركه، ولكل من تكرم بالموافقه على ذلك حفظهم الله جميعا وابعد عنهم أى سوء.
وشكر وتقدير خاص للأستاذ الدكتور/ محمد عبد اللطيف عميد كلية السياحه والفنادق ومقرر المؤتمر بجامعة المنصورة وللأستاذه الدكتوره/ راويه رزق نائب رئيس جامعة بورسعيد ومقرر المؤتمر ببورسعيد لجهودهما المخلصه والمتميزة ولما تحملوه من أعباء لأنجاح هذا المؤتمر الهام .
إن مصر على ممر تاريخها الطويل الممتد منذ أكثر من سبعة الآف عام لم تكن بمنأى عن ما يدور فى العالم البعيد عنها، وشاءت أقدارها أن تكون همزة الوصل بين أوروبا والعالم الشمالى بدول العالم الجنوبى، عندما حفرت قناة السويس لتكون شريان حياه لدول كثيره فى عالمنا اليوم… وبدايه لبزوغ فجر جديد لاتصال الشمال بالجنوب والشرق بالغرب وبدايه لعصر التكامل بينهما، حيث تعد بمثابة التفعيل الأول لموقع مصر الاستراتيجى. أما التفعيل الثانى لموقع مصر الأستراتيجى الذى تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى هو مشروع المنطقه الأقتصاديه لقناة السويس بما يحمله من قيماً مضافه ترتكز على قناة السويس ويعتمد فى المقام الأول على قوة مصر فى البحر .
سوف أوجز كلمتى فى محورين وهما:
المحور الأول: نبذه عن الصالون البحرى المصرى.
المحور الثاني : مفهوم قوة مصر فى البحر وأرتباطها بالأقتصاد الأزرق.
نبذه عن الصالون البحرى المصرى:
يعتبر الصالون البحري المصري أول صالون ثقافى بحرى فى الشرق الأوسط ، وأحد الصالونات الثقافية المتخصصة ، الذى تأسس فى أغسطس 2012 ليضم نخبة متميزه من المهتمين بالبحر والأقتصاد والثقافة وشتى العلوم الأجتماعيه بهدف تسليط الضوء على الأقتصاد المرتبط بالبحر ونشر الثقافة البحرية بأعتبار أن مصر دولة بحرية فى المقام الأول .
وهنا أسمحوا أن أشيد بدور أستاذى وأستاذ الأجيال من قادة وضباط قواتنا المسلحه والقوات المسلحه للدول الشقيقه والصديقه المرحوم اللواء بحرى اح / محمد يسرى قنديل أحد أبطال حرب الأستنزاف وأكتوبر 1973 فى تأسيس هذا الصالون.
وتم أشهار الصالون كأحدى مؤسسات المجتمع المدنى فى يناير 2021 وتم توفيق اوضاعه فى 2022
رسالة الصالون :
نشر الثقافه البحريه وأبراز أهمية قوة مصر فى البحر والعمل على تعظيم الأستفاده منها لصالح إيجاد فرص العمل للشباب ودعم التنميه الشامله.
ومن ثم تتضح أرتباط رسالة الصالون البحرى بالأقتصاد الأزرق والتنميه المستدامه وبقوة الدوله فى البحر. وهنا أشير أن الصالون البحرى المصرى قد أنطلق من المحليه إلى العالميه بجهود أصدقائنا فى جمعية أصدقاء قناة السويس بباريس وجهود الأتحاد من أجل المتوسط حيث دعى مشاركا فى مؤتمرين أقتصاديين كبيرين بالغرفة التجاريه بمرسيليا / فرنسا وبدولة تونس الشقيقه حول الأقتصاد الأزرق وقوة الدوله فى البحر..
أهم أنشطه الصالون البحرى :
المؤتمر الدولى محاور شبكات التنميه تحت رعايه م/ ابراهيم محلب ورئاسة اد. عصام شرف وبالتعاون مع وزارة البحث العلمى ووزارة الشباب والرياضه بهدف توطين التكنولوجيا الروسيه والكازخستانيه الحديثه لحل مشاكل مصر فى مختلف المجالات
مشروع توعية شباب الوطن بتحديات الأمن القومى وأهمية الولاء والأنتماء بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضه حيث قامت نخبه من الصالون البحرى برئاسة اد. عصام شرف قبل ثورة 30/6 بعقد لقاءات بعدد (11) محافظه بالأضافه إلى مراكز الشباب بالقاهره والجيزه.
مؤتمر قناة السويس ( الماضى – الحاضر – المستقبل) بالتعاون مع الجمعيه المصريه للدراسات التاريخيه والهيئه العامه للأستعلامات والذى شارك فيه كبار المؤرخين وشهادات حيه ومعاصره لكبار الشخصيات حيث نتشرف بأهداء مكتبة جامعتكم الموقره نسخه من كتاب المؤتمر والذى يعد مرجعا فريدا رفيع المستوى.
المؤتمر الدولى الموانىء الذكية وقناة السويس ممر ملاحى ذكى: بالتعاون مع وزارة النقل وهيئات الموانىء وهيئة قناة السويس والعديد من الشركات الأجنبيه المتخصصه صاحبة الخبره والتجربه فى هذا المجال.
مشروع تأصيل التراث البحرى عبر العصور: مشروع ضخم بالتعاون مع كلية آثار جامعة عين شمس لتوثيق التراث البحرى من عصر الأسرات إلى العصر الحديث يستغرق عدة أعوام ويشارك فيه عشرات الباحثين والأكاديميين والعديد من المتخصصيين.
المؤتمر الدولى الثالث لكلية آثار عين شمس: والذى أختص ببناء السفن وتطورها وشارك فيه العديد من المتخصصين من مصر ومن الجامعات العالميه .
علاوةً على العديد من المبادرات التخصصيه والندوات العامه بالتعاون مع المراكز البحثيه والجامعات والمجلس الاعلى للثقافه والمكتبات وقصور الثقافه ومراكز الشباب والأنديه بالأضافه إلى الزيارات الميدانيه للقوات البحريه ولهيئات الموانى وللمتاحف وللمواقع الأثريه بمختلف أنحاء الجمهوريه لتفعيل رسالة الصالون الثقافيه حيث لا يألوا الساده اعضاء الصالون جهداً فى التعاون فى هذا المجال.
-3-شكلت رئاسة الأستاذ الدكتور/ عصام شرف خبير النقل العالمى وعضو الهيئة الدوليه لطريق الحرير الجديد ورئيس مجلس الوزراء الأسبق ومعالى الفريق / مهاب مميش مستشار السيد رئيس الجمهوريه للموانىء ولمحور قناة السويس وقائد القوات البحريه ورئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقه الأقتصاديه لقناة السويس الأسبق وأنضمام نخبه من الساده الوزراء والمحافظين السابقين وأساتذة الجامعات والخبراء البحريين والأستراتيجيين والمفكرين والفنانين والأعلامين والصحفيين ورجال الأعمال والشخصيات العامة لأسرة الصالون البحرى دعماً كبيراً ساهم فى تحقيق رسالة الصالون، ليصبح أحد مستودعات الفكر وأرفع الصالونات الثقافيه مستوى فى مصر. فشكرا لحضراتهم جميعا رجال مصر الأوفياء جزاهم الله كل خير.
قوة مصر فى البحر:
• لقد أعتبرت البحار على مر التاريخ أحد مصادر الخير والتواصل والرخاء ، وحرصت معظم الدول والأمبراطوريات القديمة على تعظيم الأستفادة من البحر، وتطويعه وإستغلال ثرواتة ، ويكفى أن نشير أن مايقرب من 95% من حجم التجارة العالمية يتم نقلها بحراً .
• يعود تاريخ مصر البحرى إلى الاف السنين إلى ما قبل حاتشبسوت ورحلتها الشهيره لبلاد بونت ومن قبلها من رحلات بحريه وللفرعون نخاو ذلك الفرعون المصرى الذى قام بالرحلات البحريه الطويله وتحمل أسمه أرفع جائزة تمنحها المنظمة البحريه الدوليه IMO للأنجازات المتميزه فى مجال الملاحه البحريه (ميداليه نخاو)، كذا لمحمد على باشا وجهوده التنمويه خاصة فى مجال الأهتمام بتنمية قوة مصر فى البحر، وللخديوى أسماعيل وأفتتاحه لقناة السويس وأعادة أنشاؤه للأسطول الحربى والتجارى وللعديد من الموانى والترسانات ومؤسسات أعداد الكوادر التى تعمل فى البحر.
• وللأحتلال البريطانى الذى عمد على تدمير قوة مصر فى البحر فألغى الأسطول الحربى وسرح رجاله كما ألغى الأسطول التجارى وأغلقت مكاتبه بالكامل فى العديد من الموانى والعواصم الأجنبيه، والتى كان يديرها مصريون. وبيعت بواخره لشركات بريطانيه وأحلوا الأجانب محل المصريين فى تسيير تلك البواخر كما ألغيت الترسانات البحريه وسرح عمالها المدربين.
ومؤخراً ….ما أفرزته نكسة1967 من تأثيراً سلبياً على قوة مصر فى البحر حيث أغلقت قناة السويس وفصلت المسطحات المائية المصرية والموانى بالبحر المتوسط عنها فى البحر الأحمر وأحتلت آبار البترول بخليج السويس وسيناء ونهبت الثروات البتروليه والمعدنيه، وتوقفت أعمال التنقيب . وتعرضت الموانى المصرية لتهديد دائم وتوقفت عن العمل تلك التى فى سيناء . وأنهار الأسطول التجارى المصرى كما توقفت السياحه البحريه والشاطئية.
• إلى أن جاءت أنتصارات أكتوبر1973 المجيدة لتتمكن من أعادة أفتتاح قناة السويس شريان الخير والرخاء ولتستعيد مصر أراضيها وموانيها وأبار بترولها المحتلة. وتؤمن مياهها الأقتصاديه وتستغل ثرواتها الطبيعية وتطور موانيها وتبنى ترساناته البحرية وتتوسع فى إنشاء مؤسسات أعداد كوادرها التى تعمل فى البحر. وتحدث قواتها البحريه وتعمل على أستعادة مكانة قوتها فى البحر.
• وهنا نؤكد على أن الموقع الجغرافى لمصر يؤثر على قوتها فى البحر ومن ثم على تحديد مصالحها القومية بأعتبار أنها دولة ساحلية تقع فى قلب العالم وتمتلك سواحل ومساحات مائية كبيرة، حيث يتأثر الدخل القومي لمصر تأثراً مباشراً بما يتعلق بالموارد
-4-• البحرية بأبعادها المختلفة ، فمن وجهة نظر الأقتصاد تعتبر البحار وما تحويه نشاطاً إنتاجياً هاماً حيث يخلق قيم أقتصادية تساعد علي زيادة الدخل القومى للدولة وهو ما يطلق عليه الأقتصاد الأزرق.
• وهنا يجب أن أشير إلى أن قيمة الأقتصاد الأزرق فى الصين تبلغ 693 مليار دولار وخلق 34 مليون فرصه عمل وتبلغ مساهمة الأقتصاد الأزرق فى الدخل القومى لأندونيسيا 20% ولماليزيا 22% و لفيتنام 30% بينما تصعب رصد مقدار مساهمته فى الدخل القومى لمصر لتفرق مكوناته بين عدة وزارات وجهات ولعدم وجود استراتيجيه له.
ومن ثم فأن مكونات قوة مصر فى البحر تنقسم إلى العناصر الآتيه :
• عناصر الثروة المرتبطة بالبحر الموارد الإقتصادية
الثروه البتروليه والغازيه – الثروة السمكية والمعدنية – السياحية البحرية بأنواعها- قناة السويس- المنطقه الأقتصاديه لقناة السويس
• عناصر إستغلال الثروة المرتبطة بالبحر
أسطول النقل التجارى وأسطول الصيد والسفن الخاصة بالأبحاث العلمية والمعدات البحرية التى تمكن من إستغلال الثروات الطبيعية الموجودة فى البحر
• عناصر دعم وتأمين الثروة المرتبطة بالبحر
(الموانئ البحرية –الترسانات والأحواض العائمة والجافة وورش الصيانة والإصلاح – مؤسسات إعداد الكوادر ) .
• عناصر حماية الثروة المرتبطة بالبحر القوة العسكرية
( القوات البحرية ) .
ترتبط قوة مصر فى البحر أرتباطاَ مباشراَ بقوى الدولة الشاملة فى علاقة تكاملية تتناسب طردياً فيما بينهما فهى تؤثر فيها وتتأثر بها ، وطالما أن قوى الدولة الشاملة تعمل على تحقيق التنمية الشاملة ، وأن الأمن القومى المصرى يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الحماية والإستقرار لتحقيق التنمية الشاملة للدولة فإن الأمن القومى المصرى يرتبط إرتباطاً وثيقاً بقوة مصر فى البحر ومن هنا تنبع أهميه قوة مصر فى البحر حيث تعد قوة الدوله فى البحر أحد الدعائم الأساسيه التى تؤدى إلى تقدم وأذدهار الدوله فى كافة المجالات، ونظراً لما تتمتع به مصر من موقع أستراتيجى فريد وطول للسواحل وكبر للمسطحات المائية.
أدرك الرئيس/ عبد الفتاح السيسى أهميه أعادة تفعيل موقع مصر الأستراتيجى فوضع البعد البحرى فى مكانه الصحيح فى السياسه المصريه , وتبنى أنشاء المنطقه الأقتصاديه لقناة السويس ، لتصبح المشروع القومى الرئيس لمصر الذى يخدم التجاره العالميه وينمى المصالح بين دول العالم المختلفه ومصر ويساعد مصر على أمتلاك أوراق أستراتيجيه ليكون بمثابة التفعيل الثانى لموقع مصر الأستراتيجى بعد شق قناة السويس .
وهذا المشروع يعتمد على البحر بصفه رئيسيه، مما أستلزم دعم وتنمية قوة مصر فى البحر. فشق قناة السويس الجديده والتى حققت أذدواجيه فى عبور القناه زادت من التأمين الملاحى وسرعة العبور بالأضافه إلى أستيعاب السفن الضخمه خاصةً سفن الحاويات. وأهتم بصناعة وصيانة السفن فأول فرقاطة تبنى فى مصر منذ عهد الخديوى أسماعيل تم بناؤها فى عهد الرئيس /عبد الفتاح السيسى بترسانة الأسكندريه وبخبره فرنسيه كما تم بناء الأسطول المصرى فى عهد محمد على بخبرة فرنسيه.
لقد سعى الصالون البحرى المصرى منذ فتره لأقامة هذا المؤتمر خاصة وأن الأقتصاد الأزرق المصرى لم يأخذ القدر الكافى من الأهتمام حيث لاتوجد مظله تجمع مكوناته أو بمعنى أخر لا توجد أستراتيجيه مصريه للأقتصاد الأزرق بينما قامت العديد من الدول الأقليمبه والعالميه بصياغة استراتيجيتها فى هذا المجال ولكن حالت عدة ظروف دون التنفيذ منها جائحة كورونا وأجراءات أشهار المؤسسة وتوفيق الأوضاع
وقد وجدنا أن أنسب تنفيذ يتم من خلال مدخلاً أكاديمياً بحثياً يفتح المجال أمام شباب الباحثين للأفكار المبتكره التى ترتكز على أسس علميه تمكن من التوصل لأستراتيجيه قوميه للأقتصاد الأزرق المصرى
فشكراً لجهود حضراتكم جميعا
وفقنا الله وإياكم لخدمة مصرنا الحبيبه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
