المقالات

لا يشعر بالألم إلا من به الألم

 

لا يشعر بالألم إلا من به الألم
بقلم -رشا حافظ
لطالما سمعت هذه الجملة ولم اكن مقتنعة بها تمام الاقتناع فالام لابد انها تشعر بمعاناة ابنها وكذلك المحب يشعر بمعاناة من يحب فكيف لا يشعر بالالم الا من به الالم .
حتي مررت بمشاعر غريبة شعرت بها لاول مرة وهي مشاعر الوحدة التي فرضت عليا لاسباب مؤقتة فاضطررت للإقامة بالمنزل برفقة ابني الكبير دون زوجي واولادي الذين ذهبوا الي بلدتنا لقضاء فترة الامتحانات وظللت هنا لمتابعة علاج ابني الذي يتلقاه في القاهرة .
ولأسباب نفسية يظل ابني في غرفته طول الوقت لا يريد الخروج منها ولا يريد حتي التحدث معي وانا مقدرة تماما هذه الحالة النفسية التي تسبب فيها ظروف مرضه .
فاصبحت اشعر بالوحدة ومع علمي التام انه شعور موقت لبعض الوقت وسيعود ابناءي وزوجي قريبا باذن الله الا انني لوهلة. تذكرت وانا افكر كثيرا حتي تضيع ساعات اليوم الطويل الذي يمر ببطيء شديد وانا اتجول في شقتي اخرج من حجرة ادخل الاخري ارتبهاوافتعل اي شيء يمكن عمله لاضيع الوقت. تذكرت والدي عند وفاة والدتي وكل منا نحن ابناءه في منزله وهو وحيد تذكرت كلماتي لاخوتي ومدي حزني علي وحدته ولكن هل كنت اشعر به حقا
هذا ما توصلت له اليوم .
ابدا ربما كلمات كنا نرددها ربما كنا نشعر ببعض الالم او حتي بالذنب لتركه بمفرده
اما شعوره هو بالوحدة لم نكن نشعر به. شعرت به فقط اليوم حين مررت بنفس الموقف وتعرضت لنفس الشعور
يالا قسوة الوحده ولكني تيقنت انه بالفعل لا يشعر بالالم الا من كان به الالم ربما يتعاطف معه المحب له ربما يدعوا له ربما يشعر بالحزن من اجله او من اجل نفسه لو كان قريبا منه ويهتم لامره ولكن ابدا لا يشعر بنفس الالم ولا بحجم المعاناه .
فنتركً كل من يعاني يتحمل معاناته ندعوا له وندعمه نفسيا ولكن لا ندعي ولا نقول له اننا نشعر به لانها كلمات خاوية فارغة تزيد من معاناة من يتالم لانه عند سماع هذه الكلمات يسمعها وهو متاكد انها كلمات تقلل من حجم معاناته فهو يعي تماما ان لا احد يشعر به بل يتفوهوا ببعض الكلمات ظنا منهم انها داعمة له .
لذلك قررت من اليوم حين القي شخصا يعاني لن اقول له انني اشعر به بل اقول له اعانك الله علي ما تعانيه فلا احد يمكن ان يشعر بالامك ومدي معاناتك غيرك لا نملك لك الاالدعاء ان تقوي وتتحمل المك الذي تشعر به بمفردك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى