المقالات

امجد المصرى يكتب رمضان المُلهِم

رمضان المُلهِم .
بقلم : أمجد المصرى .

قبل بداية الشهر الكريم كان لدى أغلب الناس فى بلادنا الطيبة بعض القلق من حالة الغلاء التى تضرب البلاد، وكيف سيكون تأثيرها على فقراء الوطن ومن لا يملكون القدرة على تلبية إحتياجات ذويهم فى رمضان ، كان لدينا حقًا هذا القلق، ولكن ما رأيناه حتى الآن فى الأسبوع الأول من رمضان كان رائعًا، مازال هذا الشعب قوى بالله وببعضه وبتماسكه وإصطفافه خلف الضعفاء ومن جار عليهم الزمان .

خيرٌ وفير نراه فى شوارع مصر المحروسه، ونتابع توزيعه على مواقع التواصل من وجبات أفطار وكراتين معبأه بالسلع الغذائية يقوم الناس بمختلف توصيفاتهم بتوزيعها على من لا يملكون، جمعيات ومؤسسات وأفراد، الكل يتسابق فى الخير من أجل هدف واحد وهو أن يجد الناس فى بلادنا ما يفطرون عليه وما يتقوتون به بعد صيام يوم طويل .

شباب مصرى مبهج يتسابق فى كل محافظات مصر ليكون وصلة خير بين القادرين ومن يحتاجون، تبرعات تُبذل بحب، وشباب يجتهد طوال اليوم ليعد الوجبات ويقوم بتوصيلها لمن يحتاجها فى مكانه أو فى أماكن أعدت لذلك خصيصًا فى أغلب شوارع وأحياء مصر، لم يكسرنا الغلاء ولم نسقط فريسة الأنانية، ولكن مازال لدى قطاعات كبيرة من شعبنا درجة محترمة من الإيثار والشعور بالغير والتسابق فى الخير دون رياء أو إنتظار لقطة أو إشاده .

رمضان الملهم دائمًا يجيد إستخراج هذه الحالة العبقرية لهذا الشعب الذى لا يتوقعه أحد مهما ضاقت ذات اليد ومهما قست علينا الحياة، رغم الغلاء لم ننسى أننا جميعًا مسئولون بدرجات متفاوته عن حفظ السلام الإجتماعي بين طبقات المجتمع وعن حالة التكافل التى لا غني عنها فى الرخاء فما بالك فى أيام العُسر، لا خوف على مجتمع يتراحم مع بعضه، لا خوف على وطن فيه شباب عظيم وهبوا أنفسهم ونهارهم فى رمضان لهدف نبيل هو أن يقدموا الطعام لمن يحتاجه، حتى لا يقال ذهب البر والخير من أرض الكنانة مِصر .

كل عام وأنتم بخير وليستمر رمضان بخيره الوفير، ولنبنى على هذه الروح أسس ممتده طوال العام من التكافل والتراحم ومد يد العون للمحتاجين، ففى ذلك نجاة المجتمع بأسره، وفى ذلك رضا الله عنا حين نؤثر الآخرين ونبذل الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، فيرضى عنا ويرفع عن قلوبنا وأرواحنا عبء الأيام وثقل السنين .. اللهم أحفظ بلادنا الطيبة من الحاجة والعوز وأرزقنا عامٌ فيه يغاث الناس وفيه يعصرون … رمضان كريم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى