حوارات

الفنان المغربي عبدالله المخطوبي ورحلته الفنية

الفنان المغربي عبدالله المخطوبي ورحلته الفنية
بقلم-رشا حافظ
إن الفن الراقي الذي يعبر عن مشاعر الناس دون إسفاف هو ما يستمر عبر الزمن ويزداد رونقاً وقيمة بل ويسهم في رفع الذوق العام وتهذيب الأخلاق
ومن الفنانين الذين يتسموا بحبهم للفن الاصيل وعشقهم للموسيقي الشرقية والطرب الشرقي الفنان المغربي عبد الله المخطوبي وقد أجريت معه حواراً حصريآ لجريدة كلمة العرب جاء فيه
س-في البدايه الفنان الراقي عبد الله المخطوبي حين يود أن يعرف الجمهور المصري بنفسه ماذا يقول
ج-بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين أولا وقبل كل شيء اشكركم سيدتي الكريمة حضرة الدكتورة رشا حافظ علي هذه الاستضافة الكريمة وهي تدل علي نبلكم ورقة مشاعركم لكونكم مهتمين بالفن والجمال أينما كان تبحثون عنه الشكر موصول أيضًا لجريدة كلمة العرب علي هذه الاستضافة الطيبه ولكل القراء والمتابعين الأفاضل

معكم عبد الله المخطوبي أستاذ مادة الموسيقي العربية والغناء والالقاء وتربية الصوت بمركز تكوين الأساتذة بمدينة مكناس بالمغرب متخصص في الطرب العربي والأندلسي منذ الطفوله وإلي الآن بهدف المحافظه علي الموروث العربي الأصيل وصيانته من الضياع

 

س-من أين كانت بدايتك

ج-بدايتي الفنية دائماً بمدينة ماكناس وسط أسرة محافظة تأثرت أول ما تأثرت بالموروث المصري وهذه حقيقة وليست مجاملة او شيء من هذا القبيل فكانت في ذاك الزمان في بداية الثمانينات فكان الإنتشار العربي واسع لقصار السور لفضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله

فتأثرت بصوته الجميل تأثرت كذلك بصوت سيدة الطرب العربي السيدة ام كلثوم رحمها الله وكان في ذلك الوقت صوله واسعة النطاق للمسلسلات المصرية وكنت أستمع لهذه المسلسلات وكان يأخذني الطابع المشرقي المصري الجميل طبعاً هذا أثر في، التحقت بعدها إلي المعهد الموسيقي والتحقت كذلك برابطة مجودي القران العظيم فبدأت تكوين ذاتي كذلك وأنا صغير أدخل الاستوديو محاولات لتسجيل مقاطع في القراءة في الابتهالات، وإلي الآن بقت الأمور كما عليه إلي الآن، الحافز هو المحبة او الحب ليس هناك حافز غير الحب الصادق للفن الجميل الذي يأخذنا إلي زمن الرواد فبقيت علي هذا الحال منذ بداية الثمانينات إلي الآن ليس هناك لا ملل ولا ضجر ولا تعب بل هناك متعة أتمني أن تبقي هذه المتعة دائما بحول الله.

س-ما هي علاقتك بجمعية عشاق الطرب الاصيل

ج-علاقتي بجمعية عشاق الطرب الأصيل

أولا بدأت بحلم كنت أتكلم مع أحد الأساتذة الذين تدرست علي يديهم وهو صوت من الأصوات الجبارة، متخصص في الطرب الأندلسي إسمه الحاج محمد ماجدو قلت له لو أردت أن أتغني بقصائد أو مطولات السيدة أم كلثوم أين أفعلها، طبعاً هناك أستوديو ولكن هذا لا يكفي من شيم الفنان الكرم يجب أن يسمع صوته للآخر هذا نوع من الكرم فيجب أن يتقاسم ما يشعر به مع الآخر فقلت له لو أردت يوماً أن تغني بقصيدة أراك عاصي الدمع شيمتك الصبر أو باغار بنسمة الجنوب علي محياك يا حبيبي والتي لا يمكن أن تتغني بها امام جمهور هذا العصر أين سأفعلها فقال لي: “يجب أن تأسس أو تبحث عن جمعية مهتمة بهذا الصنف من الألوان الغنائية أو بهذا الشكل من القوالب الغنائية” وذات يوم أتلقي دعوة من الفنان الولوع، سيد خالد المنصور، والذي طلب مني أن ادرب أو أكون ورشة للطرب المغربي، فقال لي “نحن نريد أن نكون جيلا من الشباب يهتم بالطرب الأندلسي، وأن نعرف هذا الجيل الجديد الذي قد لايعرف تراثه الخالد، بهذه الكنوز المكنونه”

وبدأت بالعمل مع سيد خالد المنصور في نهاية ٢٠١٥، بورشة من هذا القبيل، والتي تهتم بالطرب الأندلسي.
“وهي بالطبع كانت ذكريات لايمكن أن تنسى ولحظات لا يمكن أن توصف”

وبعدها بسنة حدثت مفاجأة جميلة، حيث أصبح السيد خالد المنصور رئيسا لجمعية تسمى عشاق الطرب الأصيل.

وكان كل شهر تقدم سهرات للسيدة أم كلثوم والفنان محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وغيرهم من رواد الطرب العربي الأصيل، وكذلك الطرب المغربي حتى يكون هناك توازن.

وسبحان الله وكأن الكلام الذي شعرت وتأثرت به، تحقق هكذا بشكل تلقائي وطبيعي، وأحييت معهم عدة سهرات للسيدة أم كلثوم سواء تعلق الأمر بتكريم الشاعر أحمد رامي أو الملحن رياض السنباطي أو بإحياء ذكرى وفاة سيدة الطرب العربي، فكل السهارات التي شاركت فيها كانت كلثومية.
وأصبحت هناك علاقة طيبة وعلاقة حب مع كل أفراد وأعضاء الجمعية.

س-هل زرت القاهره ؟
ج-نعم زرت القاهرة مرتين المرة الأولي في عام ٢٠٠٨ في مهرجان الإعلام العربي وأحيينا سهرة أندلسية وأنا أتذكر كان أمامي ثلة من الممثلين المصريين المعروفين أتذكر منهم الفنان حسين فهمي والمرحوم وائل نور الحقيقة زرت الكثير من بلدان العالم ولكن زيارة القاهرة سبحان الله أنتفع بها كأنها زيارة من أجل حشد الهمة الفنيه، فهي مناسبة لزيارة الأعلام العرب أقصد المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، المرحوم شيد نقشبندي، فضيلة الشيخ طه الفشني، السيده أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، فريد الاطرش وأسمهان، فهي زيارة من أجل أخذ البركة وهو مصطلح حقيقي، وهي ليست ككل الزيارات فهي زيارة روحية لما أزور الأزهر الشريف، سيدنا الحسين فهذة الزيارة الروحية كما أقصد غير كل الزيارات
وكانت الزيارة الثانية في نهاية ٢٠١٩.

س-هل أتجهت للدراسة الأكاديمية لإثقال موهبتك الفنيه أم تعتمد علي الموهبة فقط ؟
ج-نعم اتجهت لها منذ الطفولةعام ١٩٨٧ قاصدا تعلم الة العود وقد تأثرت بريشة عود الموسيقار العظيم عمار الشريعي الهرم المصري الشامخ فالعود الذي كنت أسمعه في الأفلام المصرية فهو الذي جعلني أطرق باب الموسيقي في المغرب أتذكر أغنية بتغني لمين لفردوس عبد الحميد النجمة الكبيرةفتعلمت آلة العود ثم درست آلة البيانو والناي درست سولفيج والطرب الأندلسي والموشحات ثم خضعت للتكوين سنتين في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين في الرباط ثم تخرجت بعدها استاذ التكوين للطلبة التخصصين في شعبة التربية الموسيقية في مركز التكوين بالرباط وتخرجت.

س-ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك منذ بدأت طريق الأحتراف ؟
“الصعوبه الاولي هي انني افكر في اخراج امال انا ابحث عن الشعر عن موزع عن الاستوديو انا انتج لنفسي هذه الاعمال انا وحدي لم اجد لي سندا هذا من جهة من جهة اخري كنت اسجل اعمال فيها شهر راقي فيها لحن راقي وهذه الاعمال للاسف لا تعجب جمهور هذه الايام الذي تأثر بالغزو الثقافي ويفضل سماع أغاني سريعة بها كلام عام، وانا احاول ايجاد فكرة لتحقيق التوازن بين ارضاء جمهور الزمن الجميل وهذا الجمهور وهذه هي اهم الصعوبات التي واجهت، ثم هناك صعوبة اخرى، وأقولها ايضا بشجاعة، هناك عدد من منظمي المهرجانات، تجد ان اللجنه الفنيه تنادي دائما لبعض الفنانين، فقد تنادي لعشرة او عشرين فنان فقط، وتقتصر عليهم، فربما الامر فيضه علاقات فيه اتصالات ربما توجد منافع اخرى لا اعلمها، وهذا الامر موجود في الدول العربية كلها مع الأسف.

س-هل هذا النوع من الطرب له جمهور في هذه الآونة مع إنتشار الأغاني السريعه وأغاني المهرجانات وخلافه والتي يهتم بها الشباب ؟

“الطرب العربي الأصيل له جمهور ولكن جمهور قليل، واذا أمعنا النظر سيدتي سنجد أن هذا النوع من الجمهور، هو الذي يتراوح عمره بين ستين عاما فيما فوق، فهو الجمهور الذي عاصر محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم وألحان السنباطي، وبليغ حمدي وغيرهم، بالإضافة الى قلة من بعض الشباب فقط التي قد تستمع لهذا النوع من الأغاني”.

س-ماهي الرساله التي تود أن توصلها لجمهورك من خلال فنك ؟
ج-” الرسالة التي أود أن اوصلها الى جمهوري من خلال فني، أولا: حثهم على البقاء على العهد وهو نصرة الشعراء المرموقين و نصرة الملحنين الذين لهم تكوينهم وقيمتهم وشخصية فنية حقيقية، وكذلك أود دائما أن أوصيهم من خلال ما أقدمة بأن ليس كل الألحان سريعة وفيها حركة، هناك الألحان الهادئة التي تهدىء التفس، فيجب عدم الذهاب وراء الغزو الإعلامي الغربي، الذي يدخل أشكال جديدة ليست في هويتنا ولا ثقافتنا، فيجب عدم الميل الى هذة الطيارات الجارفة، فأنا أحثهم على التمسك بالأصل وعلى الإفتخار بموروثنا، وأحاول أن يكون هذا الغزو من عندنا نحو الأخر فألا نكون نحن المستهدفين”.

س-ما هي أهم أعمالك الفنيه؟

“من أهم أعمالي الفنية، عدة لقاءات علي التليفزيون قدمت فيها لوحات من الطرب الأندلسي والمديح النبوي الشريف، أحاول أن أدخل عليها بعض أساليب الأكاديمية الغربية من أجل مد جذور معهم وتعريفهم بما تزخر به بلداننا من أوزان وأنغام وأشعار وأنماط وقوالب مختلفة، وهناك أيضا إعادة بعض الأعمال الخالدة، لسيدة الطرب العربي أم كلثوم، والى المرحوم سيد نقشبندي ولكن بتوزيعات جديدة، قصدا مني ان تكون توزيعات مسايرة لهذا العصر”.

س-لمن تحب أن توجه كلمة شكر في هذه المرحلة من حياتك ؟

ج-“إلي والداي فهما بذلوا جهد في التربية والصبر والتضحية وأوجه إلي بعض الأساتذة لا أقول كل الأساتذة فأنا صريح أقول ان بعض الأساتذة بقوا في الذاكرة، أساتذه كانت لهم أيادي خير عليا سواء تعلق العمل بالنصح، أو أستاذ التقيت بع صدفه وقال لي أنصحك في هذا الإتجاه، فقط هذة الجملة تجعله خالدا في الذهن ولا سيما اذا كان هذا الإتجاه كان فيه الخير وكل الأساتذة الذين نصحوني وجهوني والذين اذا يقولون لي عليك بالرجوع إذا ما أتجهت في طريق خطأ هولاء الأساتذة جزاهم الله كل خير وبالطبع اذا ذكرت أسماء لا يمكنن أن أحصاها في جميع المراحل فأشكرهم جميعاً.

س-ماهي مشاريعك الفنيه في الفترة المقبلة؟

“ليست لدي نظرة واضحة ولكن أفكر في فكرة تكون متميزة لم يفكر بها أحد ولم يسبق إليها أحد، أفكر دائما في تقديم شيء لم يسبق إليه أحد وأظن أن هذا هو المخرج اما أن نقدم أشياء تم تقديمها أو إعادتها فهذة أمر ألفه الجمهور، يجب أن يكون هناك تحدي وأن يكون هذا التحدي صعب من أجل النجاح والوصول”.

س- وأخيراً هل هناك سؤال كنت تتوقع أن أسألك إياه أو كنت تفضل أن تجيب عليه ؟

وما هو ؟

ج-” نعم هناك سؤال أود أن أجيب عليه وهو ما هي علاقتك بمصر العربية فعلاقتي بمصر ليست كعلاقتي بباقي البلدان فهي علاقة روحية لأن جميع من أحببتهم وأثروا في مشواري جميعهم من مصر
أخذ البركة منهم كنت دائماً أقول آن جنسيتي الثانية هي جنسية مصري أو أقول أنه ربما أفكر يوماً ما أن أسكن بمصر هذه أحلام هذه أفكار او ربما يكون عندي إسم تاني مثلا عبد الله متولي المخطوبي فعلاقتي بمصر طيبة فهي أرض مباركة أرض سيدنا موسي عليه السلام وسيد هارون وسيدنا يوسف أرض الكنانة أرض العروبة والتاريخ عاشت مصر وهذا آخر كلام أقوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى