Uncategorized

الجنه تحت اقدام الامهات

كتبت: غادة حسن 

أمسكت جنا بورقة من أجندة هدى صديقتها ووجدتها مكتوب عليها مجموعة من المواقف الطريفة استئذنتها جنا في قرائتها على صديقتها التي أعجبت بها كثيرًا.
لم تنتهي الصديقات من عرض المواقف الطريفة إلى أن قطعت منى حديثهن قائلة: كل هذا الإعجاب بهذه المواقف ماذا لو سمعتم النوادر التي قمت بتجميعها أنها ممتعة حقًّا نظرت جنا لهن جميعًا بعين لامعة وهي تقول ولما لا يكون لنا حصة أسبوعية نعرض فيها ما تقوم بتجميعه أو تأليفه أو الأعجاب به خارج المواد الدراسية ونتناقش فيه ونعطي له تقيم ولم لا نجعل كل هذا تحت إشراف أحد مدرسينا في المدرسة.
أعجب الجميع بفكرة جنا ولكن من يقوم بعرض الفكرة توقع الكل مبادرة جنا بعرض الفكرة إلا أنها خذلتهم وأحبطت توقعاتهم بإجابتها رائدة الفصل طبعًا زميلتنا فاطمة بالفعل عرضت فاطمة الفكرة وخصصت إحدى حصص اللغة العربية لهذه الفكرة بشكل تجريبي ليتم تقيمها وتعميمها على باقي الفصول.
وكان من أهم ما يميز هذه الحصة هو أن تقوم الطالبات بتجميع أو التأليف ويتم تصميمها بناء على بنود واضحة أتفقوا جميعهم عليها كما أتفقوا على أن كل بند له درجة إذا تم إستيفائها يحصل على درجاتها ومن يرغب في عرض أي شيء يقوم بتقديمه لمدرس اللغة العربية الذي يراجعه قبل مناقشته في الصف.
وسط كل هذه الأحداث وقع تحت يد جنا مجموعة من الطرائف النبوية للرسول  وصحابته الكرام أعجبت بها كثيرًا وقالت في نفسها لو عرضتها على صديقاتي ستكون مصدر سرور لهم. وبالفعل قامت جنا بتقديمها وجاء وقت التقييم مرت ورقة التقييم على جميع الطالبات.
حتى جاءت إلى أستاذ محمد الذي نظر إلى جنا وقال لها جميع الطالبات أعطوا فقرتك الدرجة النهائية أما أنا فلن أعطيها لكِ.
سكتت جنا دقيقة وقالت في دهشة وما ينقصني يا معلمي الفاضل حتى أحصل على الدرجة النهائية هل ترى أنني لا أستحقها.
لم يستطيع أستاذ محمد معارضة جنا وقال تستحقينها والله ستأخذيها عندما تأتي لي بتراب الجنة رجعت جنا إلى البيت وكل نقطة دم تجري في عروقها تغلي وهي لا تعرف لماذا فعل معلمها هكذا. تصرف غريب من معلم في منزلة الأب كثيرًا ما يشجعها ويدفعها للأمام.
يبدو أن هناك سر دخلت جنا حجرتها لتلون لعلها تفهم بعد أن تهدء أخذت ألوان تلون صورة لولد ينهر أمه ويلوح لها بيده تقابلها بصورة لولد أخر في نفس السن يجلس تحت قدم أمه يلبسها حذائها.
جنا تلون وعلى آخر جزء في الصورة قالت: الجنة تحت أقدام الأمهات أين أمي خرجت جنا تجري باندفاع نحو أمها أين أنت يا أمي؟ أعطني قدميك، جمعت جنا التراب وجعلت أمها تقف عليه وجلست بجوار قدميها تدلكهما وهي تقول والله إني أجلس الأن في الجنة حفظك الله لي يا أمي. جمعت جنا التراب من تحت قدم أمها وذهبت لمعلمها الفاضل لعلها تحل اللغز وهي تلقي عليه التحية بابتسامتها المعهودة ها هو تراب الجنة، ضحكت زميلاتها هل تمزحي يا جنا لا والله أليست الجنة تحت أقدام الأمهات والله هذا التراب من تحت أقدام أمي جمعته وأنا جالسة تحت قدميها..
ظهرت ابتسامة الرضا على وجه أستاذ محمد وهو يقول أتت جنا صانعة الأحداث كان من الممكن أن تحصل أي طالبة على الدرجة النهائية ولكنك الأن انتزعتيها وانفردتي بها يا بنيتي.
الناجح يصنع الأحداث
والفاشل تصنعه الأحداث
عزيزتي الأم! عندما يتعب الإنسان ويكد ويكسب مليون جنية بعرقه وجهده نقول عنه نجح في تكوين الجانب المادي في حياته ولا يمكن أن نقول هكذا عندما يربح إنسان أخر مليون جنيه في برنامج تليفزيوني أو بشراء ورقة يانصيب نقول جاءت له هبة من السماء وهذا هو الفرق بين صانع الحدث ومن يصنعه الحدث. فكثير من الأفراد حولنا في الواقع المعاصر أو الشخصيات التاريخية تقوم بصناعة الأحداث وتغير الواقع وترسم لمن حولها الطريق الذي يسير فيه ويبقى السؤال أيهما أفضل أن تصنع الأحداث أم نكون مجرد أبطال في قصة من تأليف غيرنا.
عزيزتي الأم! كم من المشكلات تنشأ بينك وبين أبنائك بسبب انسياقهم وراء أفكار أصدقائهم وعندما يكبرون تجدهم يخدمون أهداف غيرهم لأنهم بلا هدف.
عزيزتي الأم! ذكري أبنائك دائمًا بأن من ليس له هدف فهو أداة لتحقيق أهداف الأخرين ومن لم يصنع الأحداث يكون مؤدي في صناعة غيره ومن لم يغير الواقع الأفضل يظل متألم بلا جدوى.
عزيزتي الأم! ذكري أبنائك ونفسك معهم بالحكمة التي تقول اللهم أرزقني القوة حتى أغير ما لا أريد والصبر على ما لا أستطيع تغيره والحكمة لكي أميز بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى