كتبت: مهرابيل سمير
أخصائي تربية خاصة – تخصص تخاطب وتواصل
كما وضحنا في المقالات السابقه أن التوحد له مظاهر سلوكية عديده ومتنوعه وتختلف من طفل لأخر ولكي يتم تشخيص التوحد بصوره دقيقه لابد أن نفرق بين السلوك المرتبط بالتوحد والسلوك المتشابه معه في إضرابات أخرى ولذلك سوف نشير إلي بعض النقاط التي يختلف فيها التوحديون عن ذوى الاعاقات الأخرى وهي:
*التوحد والإعاقة العقليه:-
لقد جاء الخلط بينهم كثيرآ نتيجه لتشابه خصائصهم اليوميه إلا إن الفرق بين الفئتين يتمثل في:
١-أن العيوب الجسميه في التوحد أقل بكثير من ذوى الإعاقة العقليه.
٢-يتفوق المعاقون عقليآ علي التوحديين في* مستوى النمو اللغوى كمآ وكيفآ مع أستخدام ما يملكونه من مفردات وتراكيب لغويه في مواقف وسياقات إجتماعية.
*وأيضا في مستوى النمو الإجتماعي ومستوى المهارات الإجتماعيه لفظيآ وغير لفظيآ وهذا يعود إلي أن المعاقين عقليآ لديهم وعي إجتماعي ولو ضئيل.
٣-التوحديون أكثر انسحابا إلي عالمهم الخاص الخيالي الذاتي من المعاقين عقليا.
٤-التوحديون أكثر في مستوى نشاطهم الزائد واندفاعيتهم عن المعاقين عقليآ(في الدوران المستمر/الرفع بالذراعين/الحركه الزائده في المكان)
٥-يتسم التوحديون بأنهم أقل عدوانيه بكل صورها (ماديه،لفظيه،علي الغير وعلي الذات)من المعاقين عقليآ.
٦-يوجد قصور في العمليات الحسيه الإدراكية لدى الفئتين ولكن بشكل مفرط عند التوحديين سواء ارتفاعآ أو انخفاضآ في الأستجابات الحسيه.
٧-أن كلا الفئتين لا يتجاوز المرحله الثانيه من مراحل النمو العقلي المعرفي وهي المرحله الحسيه العيانيه كما حددها بياجيه ماعدا المصابون بمتلازمة أسبرجر إذ يكون مستوى ذكائهم مرتفع ومنهم مرتفع جدا.
٨-كلا الفئتين لديهم أشكال سلوكيه ونمطيه متكرره إلا إنها تختلف لدى كل فئه منهم.
*التوحد وفصام الطفوله:-
١-الفرق الأول هو بدء الأضطراب ففي التوحديين يبدأ قبل الشهر الثلاثين من العمر لكن في الفصام لا يبدأ إلا في مرحله المراهقه أو في الطفوله المتأخرة.
٢-الفصاميون قادرون علي أستخدام الرموز في حين يعجز التوحديون عن ذلك.
٣-يتميز الفصاميون بوجود الهلاوس والأوهام وفقدان ترابط الكلام وهو مالا يوجد عند الطفل التوحدي.
٤-نسبه أنتشار التوحد عند الذكور أكثر من الإناث،بينما تكون نسبه أنتشار الفصام بين الذكور والإناث متساويه ،والجينات الوراثيه قد تفسر الفصام أكثر من التوحد.
٥-لا يطور الأطفال التوحديون علاقاتهم الأجتماعيه بينما يمكن أن يطور الفصاميون علاقاتهم الأجتماعيه.
*التوحد وأضطرب التواصل:-١-أن الأطفال ذوى الأضطرابات اللغويه الأستقباليه يحاولون التواصل بالإيماءات وتعبيرات الوجه للتعويض عن مشكله الكلام بينما ذوى أضطراب التوحد لا يظهرون أي تعبيرات أنفعاليه مناسبه أو رسائل غير لفظيه .
٢-يفشل التوحديون في أستخدام اللغه كوسيله أتصال بعكس الأطفال ذوى أضطرابات اللغه فالديهم القابليه علي تعلم اللغه ومعانيها وأستخدامها.
*التوحد وأضطراب السمع والبصر:-
١-أن الأنسحاب الأجتماعي والأنزعاج من تغير الروتين يمكن أن يظهر من قبل الأطفال الصم ولكن بصوره ثانويه عكس التوحديين فهذه السلوكيات تحدث لديهم بصوره أوليه.
٢-أما الأطفال المكفوفين أو ضعاف البصر من الممكن أن يظهروا استثاره ذاتيه وحركات نمطيه تشبه ما يقوم به الأطفال التوحديين ولكن في أضطراب التوحد فإن الإستجابة للمثيرات البصريه يشير ويظهر التوحد من أول أنطباع.
*وبعد سرد هذه الصعوبات التي تواجه عمليه تشخيص التوحد والتشخيص الفارق بينه وبين الإضطرابات الأخرى نؤكد علي ضروره الدقه في ملاحظه أطفالنا والسرعه في الوصول للتشخيص الدقيق من قبل المختصين .
وإلي اللقاء في موضوع أخر .