دينى

لاترحلوا سريعاً…أدعوا له وأستغفروا

لاترحلوا سريعاً…أدعوا له وأستغفروا 

كتبت/عبير عبده العياط 

عن أَبي عَمْرٍو -وقيل: أَبُو عبداللَّه، وقيل: أَبو لَيْلى- عُثْمَانَ بن عَفَّانَ  قَالَ: كانَ النَّبيُّ ﷺ إِذَا فرَغَ مِن دَفْنِ المَيِّتِ وقَفَ علَيهِ وقال: استَغْفِرُوا لأَخِيكُم، وسَلُوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ رواه أَبُو داود.
2/947- وعن عمرو بن العاص  قَالَ: “إِذَا دفنتُمُوني فَأقِيمُوا حَوْل قَبرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ، ويُقَسَّمُ لَحْمُها، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكم، وأَعْلَم مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ ربِّي”. رواه مسلم، وَقَدْ سبق بطوله.
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: ويُسْتَحَبُّ أَنْ يُقْرَأَ عِنْدَهُ شيءٌ مِنَ القُرآنِ، وَإن خَتَمُوا القُرآنَ عِنْدهُ كانَ حَسنًا.
فهذان الحديثان -حديث عثمان وحديث عمرو بن العاص- فيهما الدلالة على شرعية الدعاء للميت بعد دفنه، والوقوف عند ذلك، كما في حديث عثمان: أن النبي ﷺ كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التَّثبيت، فإنَّه الآن يُسْأَل، وهكذا أراد عمرو أن يبقوا بعد دفنه بعض الشيء للدعاء والترحم، من باب الدعاء له، والترحم عليه، والاستغفار له، فهذا مُستحبٌّ للمُشيعين للجنازة، فإذا فرغوا من الدفن فعليهم أن يدعوا للميت، ويستغفروا له: اللهم اغفر له، اللهم ثَبِّتْهُ بالقول الثابت، ويُكرر الدَّاعي هذا الدعاء ما شاء الله؛ عملًا بحديث عثمان ومعنى حديث عمرو، وهذا اجتهادٌ من عمرو، فقوله: “قدر ما تُنْحَر جَزُورٌ” هذا من اجتهاده ، وليس مرفوعًا إلى النبي ﷺ، إنما المعنى: أطيلوا الجلوسَ عند قبري للدّعاء بعد الدفن والاستغفار، ويكفي لذلك ما تيسر ……… حديث عثمان ما فيه تطويل، فيه الدعاء له والاستغفار، فإذا تيسر الدعاء له وقت من الزمن: خمس دقائق، أو أقل، أو أكثر، كفى والحمد لله بعد الدفن.
أما ما يُروى عن الشافعي من القراءة له، فهذا ليس عليه دليل، فالقراءة لا تكون في المقابر، وإنما تكون في المساجد والبيوت، أما المقبرة فليست محلَّ قراءة، فهذا المنقول عن الشافعي في صحَّته نظر عنه، ولو صحَّ عنه رحمه الله فهذا من اجتهاده، وهو مخالفٌ للسنة، ولهذا قال ﷺ: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا، فإن الشيطان يفرّ من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة،

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى