Uncategorized

الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً سيئاً، بل هي خلود في موت رائع

الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً سيئاً، بل هي خلود في موت رائع
بقلم- عميد/محمود نظمي

حين يبذل الشهيد روحه طواعية، حين يثبت في مواجهة الموتِ، حين يسمو على الحياة التي نحرص عليها بغريزةٍ أساسيةٍ مثل سائر المخلوقات تهربُ القطَّة حين نفزعها، يطير العصفور حين نقترب منه، كلنا نحرص على الحياة، مهما ضقنا بها، حتى لو تمنينا الموت بطرف اللسان، تكذّبنا جوارحنا، لأنه حين يقترب الخطر، أو توشك أن تدهمنا سيارة، نقفز إلى الرصيف المجاور بسبب الرعب، رغم أننا كنا منذ دقيقة واحدة نتحدث عن ضجرنا بالحياة.
صراخ وألام، ورصاص منهمر،و انفجارت ودماء تسيل، وشهداء يتساقطون، من أي سبيكة ذهب صيغت نفوس هؤلاء الشهداء، لقد استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب من الموت والخوف من الرصاص.
طبعا اقصد بكلمة شهيد هنا هو من مات فداء بلده ووطنه ،من يدافع عن عرضه واهله ،من ضحي بروحه الطاهرة مقابل عزة وكرامة ورفع مكانة وطنه .
لن اتكلم عن احساس مواجهه الموت او عن الشعور بالالم بعد العديد من الجراح او دخول الطلقات داخل الجسم او حتي تلقي خبر استشهاد صديق او زميل ، لان كل هذا لو جمعت كلمات الدنيا كلها لن تعبر عن جزء بسييييط من هذه المشاعر ، ولكن سوف اتكلم عن موضوع اخر.

مامعني كلمة شهيد؟؟؟ ولماذا سمي الشهيد بهذا الاسم ؟؟

تشعبت الاراء في سبب التسمية وكان الاختلاف في هذه الاقوال يرجع الي التباين والتضاد وبعضها ليس كذلك ،بل اقوال متقاربة وانها تفرعت الي قولين رئيسين وهما :
القول الاول:
ان الشهيد بمعني شاهد وشاهد قد تكون بمعني الاخبار والاعلام كما في قوله تعالي (وماشهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين) فالشهادة هنا بمعني الاخبار
وقد ترد بمعني الحضور والمشاهدة كما في قوله تعالي (وبنين شهودا) اي حضورا.
وهؤلاء اختلفوا ايضا في سبب التسمية علي اقوال :
– لانه ممن يستشهد بوم القيامة مع النبي صلي الله عليه وسلم علي الامم كما قال تعالي (ولتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
– لان ارواحهم شهدت وحضرت دار الحق وهم احياء وارواح غيرهم أخرت الي يوم البعث ققول الله عز وجل(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
– لقيامه بشهادة الحق في امر الله حتي قتل.
– لانه يشهد عند خروج روحه ما أعد الله له من الثواب والكرامة بالقتل.
– لانه شهد اًلمغازي.
– لانه شهد لله بالوجودوالالوهية بالفعل كما شهد غيره بالقول
– لانه يشاهد الملائكة عند الاحتضار.
– لانه يشاهد الدارين ،دار الدنيا والدار الاخرة.
القول الثاني:
ان الشهيد بمعني مشهود واختلف في تحديد سبب التسمية الي اقوال :
– لان ملائكة الرحمة تشهده لقول الله تعالي (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا).
– لان الله وملائكته شهود له بالجنة أو بالخير.
– لانه شهد له بالايمان وحسن الخاتمة بظاهر حاله.
– لان عليه شاهد يشهد بشهادته وهو دمه.
هذه اغلب الاقوال في سبب التسمية وأقرب الاقوال الي الصحة (والله اعلم) هو مارجحه الامام السهيلي رحمه الله حيث قال ان – مشهودا له بالجنة ،او يشهد عليه النبي صلي الله عليه وسلم كما قال (هؤلاء أنا شهيد عليهم) اي قيم عليهم بالشهادة لهم.
وفي نهاية حديثي اقول ان الشهيد مهما اتفقت و تعددت معانيها اوحتي اختلفت فهو عند رب العالمين فرح بما اعطي ورزق ويحيا حياة اخري لو رجع الي دار الدنيا لتمني ان يستشهد مرات ومرات حتي يتمتع بما هو فيه فلا هو يحتاج الي يوم او اسبوع او ايام ولا حتي ساعة من حياتنا يكرم فيها، لانه يكرم من الكريم الذي لا يضام .
وأخيراً اهدي هذه الكلمات الي كل صديق او زميل استشهد فداء الوطن الغالي واقول لهم انتم السابقون ونحن بكم لاحقون بأذن الله تعالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى