غير مصنف

الألم أشد وجعا….

الألم أشد وجعا….

كتبت/ دعاء موسي 

جميعنا نعاني من الآلام والاوجاع الجسدية ولكن هل فكرت يوما ان هناك ألم أشد وجعا مو الوجع الجسدي؟ نعم هناك الا وهو الألم النفسي.
الألم النفسي أو الشدة النفسية أو الشدة العاطفية، هو شعور بغيض (أو معاناة) ينشأ من أصل نفسي وليس جسدي. وصفه إدوين إس. شنايدمان، وهو رائد في مجال دراسة السلوك الانتحاري، بأنه «حجم الأذى الذي يتعرّض له الإنسان. إنها معاناة ذهنية؛ عذاب ذهني».هناك العديد من الطرق التي تدلّ على معنى الألم النفسي، وعادًة ما يعكس استخدام كلمة مختلفة عن تلك التركيز على جانب معين من الحالة الذهنية. تشمل المصطلحات التقنية مصطلح «ألغوسايكاليا» و«سايكالجيا»، ولكن قد يطلق عليه أيضًا مصطلح الشدة الذهنية أو الشدة العاطفية أو الألم النفسي أو الألم الاجتماعي أو الألم الروحيأو المعاناة.على الرغم من أن هذه المصطلحات ليست مترادفة بشكل واضح، فقد خلصت مقارنة منهجية واحدة لنظريات ونماذج الألم النفسي والشدة النفسية والشدة العاطفية والمعاناة إلى أن كل مصطلح مما سبق يصف الشعور البغيض ذاته بشكل عميق. ويُعتقد بأن الألم النفسي هو جانب لا مفر منه من جوانب الوجود الإنساني.توجد أوصاف أخرى للألم النفسي مثل أنه «مجموعة واسعة من التجارب الذاتية التي تتميز بأنها بمثابة إدراك للتغيرات السلبية التي تتعرض لها الذات والتي تؤثر على وظائفها، والتي تُرافقها مشاعر سلبية»، أو بأنه «تجربة ذاتية منتشرة … مختلفة عن الألم الجسدي الممكن تحديده في كثير من الأحيان إذ أنه يرتبط بمنبهات جسدية ضارّة»،يُعتقد بأن صفة «نفسي» تشمل وظائف المعتقدات والأفكار والمشاعر والسلوكيات، والتي يمكن اعتبارها مؤشرًا على العديد من مصادر الألم النفسي. وضع شنايدمان طريقة لتجميع هذه المصادر المختلفة للألم، إذ ذكر بأن الألم النفسي هو نتيجة عن حاجات نفسية مكبوتة. على سبيل المثال، الحاجة إلى الحب والاستقلالية والانتماء والإنجاز، أو الحاجة إلى تجنب الأذى أو العار أو الإحراج. كان هنري موريه أوّل من قام بوصف الحاجات النفسية في عام 1938 على أنها حاجات تُحفّز السلوك البشري. أكّد شنايدمان على أن البشر يقيّمون أهمية كل حاجة بشكل مختلف، وهذا يُفسّر سبب اختلاف مستوى الألم النفسي بينهم عند مواجهتهم الحاجات المكبوتة. يتوافق هذا مع منظور الحاجات في وصف باتريك ديفيد وول للألم الجسدي والذي يقول فيه بأن الألم الجسدي يُشير إلى حالة احتياج أكثر من أنه مجرد تجربة شعورية.

في مجالات علم النفس الاجتماعي وعلم نفس الشخصية، يُستخدم مصطلح الألم الاجتماعي للدلالة على الألم النفسي الناجم عن الأذى أو التهديد للتواصل الاجتماعي؛ إذ تُعتبر مشاعر الحرمان والإحراج والعار والأذى أنواع فرعية من الألم الاجتماعي. من منظور تطوري، يفرض الألم النفسي تقييم المشكلات الاجتماعية الحقيقية أو المُحتملة، والتي قد تقلل من كفاءة الفرد للبقاء على قيد الحياة. تُبيّن الطريقة التي نعرض بها آلامنا النفسية اجتماعيًا (على سبيل المثال، البكاء أو الصراخ أو الشكوى) الهدف الذي يُظهر أننا في حاجة.

أو «شعور دائم وغير مُستدام وبغيض ينتج عن التقييم السلبي لعجز أو خلل في الذات
نموذج كيوبلر روس المعروف بـِ مراحل الحزن الخمسة (بالإنجليزية: Kübler-Ross model, Five Stages of Grief)‏ هوَ نموذَج يَصِف خمس مراحِل للطريقة التي بتعامَل الإنسان مع الحزن الناتِج عن المصائب، خاصّة لو كان الشخص قد شُخّص بمرض قاتل أو عانى من خسارةٍ كارثية.

عرضت النموذج للمرة الأولى طبيبة النفس السويدية إليزابيث كوبلر روس في كتابها الصادر عام 1969 تحت اسم عن الموت والوفاة، والتي استوحتها من عملها مع مرضى العضال. وقد وجه الكتاب الوعي العام إلى أهمية التعامل بحساسية أكثر مع الأفراد المصابين بالأمراض القاتلة.
مراحل الصدمة النفسية الخمسةعدل
الإِنكار — “أنا بخير”، “لا يمكن أن يحدث هذا، ليس لي.”: الإنكار عادة ما يكون مجرد دفاع مؤقت للفرد. هذا الشعور عامة يُستبدل بالوعي الشديد بالمواقف والأفراد التي سَتُترك بعد الموت.

الغضب — “لِمَ أنا؟ هذا ليس عدلًا”، “كيف يحدث هذا لي؟”، “من المَلُومُ على ذلك؟”: ما أن يدخل الفرد المرحلة الثانية حتى يدرك أن الإنكار لا يمكن أن يستمر، بسبب الغضب الذي ينتاب الفرد يصبح من الصعب جداً رعايته لما يكنه من مشاعر ثورة وحسد.
المساومة — “فقط دعني أعيش لرؤية أطفالي يكبرون.”، “سأفعل أي شيء من أجل أن تعود لي”: المرحلة الثالثة تحتوي على الأمل بأن الفرد يمكنه فعل أي شيء لتأجيل الموت أو الفقد. عادة ما تتم المفاوضة مع قوى عليا (الإله مثلاً).

الاكتئاب — “سأموت على أي حال، ما الفائدة من اي شيء سأفعله؟”، “لقد رحلت\رحل، لماذا أستمر بعده\بعدها؟”: يبدأ الفرد في المرحلة الرابعة في فهم حتمية الموت\الفقد ولهذا يصبح المرء أكثر صمتاً ويرفض مقابلة الزوار ويمضي الكثير من الوقت في البكاء. تسمح هذا المرحلة للفرد بقطع نفسه عن الأشياء\ الأشخاص المحبوبة له. من غير المنصوح به أن تتم محاولة إبهاج الفرد الذي يمر بهذه الحالة لأنها حالة يجب أن يمر بها ويتعامل معها.
التقبل — “ما حدث حدث ويجب أن أكمل الطريق”، “لا فائدة من المقاومة، من الأفضل أن استعد لما سيأتي”: تمد المرحلة الأخيرة الفرد بشعور من السلام والتفهم للفقد الذي حدث \القادم. عامة سيفضل الفرد في هذه المرحلة أن يُترك وحيداً، بالإضافة لذلك قد تنعدم لديه مشاعر الألم، وتعد هذه المرحلة نهاية الصراع مع الفقد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى