Uncategorized

قضية القضايا ..

قضية القضايا ..
كتبت : إيمان الحريري

نعيش هذة الأيام أياما ثِقال .. ما بين الألم الذى يعتصر القلوب امام المجازر التى يرتكبها الكيان الصهيوني على أرض فلسطين .. و بين الاحساس بالعجز و قلة الحيلة امام القضية التى عجزنا جميعا عن حلها على مر السنين .. و بين الاحساس بالظلم و الاضطهاد الذي يجتاحنا جميعا امام معظم دول العالم الغربي التى تتبنى الرؤية الصهيونية و تغض النظر عن الجرائم التى ترتكبها اسرائيل ..
كل هذة الاحاسيس تحفر فى قلوبنا جراحا قد لا يشفيها الزمان و لن تتوقف عن النزيف الا حينما يتوقف نزيف الشهداء على أرض فلسطين الحبيبة.

و مابين مشاهد الدمار و شلال الشهداء ربما يعَّزينا قليلا و يثلج قلوبنا المحتقنة ما نراه على الشاشات من حوارات أو بيانات من مناصري القضية .
و لقد تابعنا جميعا الحوار الذى اجراه باسم يوسف مع احد البرامج السياسية الشهيرة و تابعنا البيان الذي أصدره محمد صلاح اللاعب المصري العالمى .

باسم يوسف قدم فى حواره اداءا شعبويا بامتياز .. استخدم فيه لغة الشارع المصري بعد ترجمتها حرفيا باللغة الإنجليزية بشكل ساخر لاذع .
قدم باسم التحليلات الذى يصوغها المصريون ببراعة و وعى فطرى فى جلسات القهاوي و على المصطبة اثناء شرب الشاي وقت المغرب . قدم رؤية المواطن المصري الواعى اللماح . و نجح فى عرض هذة الرؤية بذكاء و سرعة بديهة و بروح السخرية التى يؤدى بها باسم عروض الستاند اب كوميدي الخاصة به .
كلامه كان منطقيا و حقيقيا جدا و ربط بين الماضى و الحاضر و استشهد بنماذج مثل نموذج العراق مع تقديم جرعة هائلة من الكوميديا الساخرة المعروفة عنه ..
الحقيقة انه ابدع و كانت كلماته تشفى الصدور و تتحدث عنا و تمثل الشارع المصري و العربي و تدافع عن القضية خير دفاع ..
هذا الحوار ربما يمثل مخاطرة كبيرة من باسم. كونه يعيش و يعمل فى الخارج . تَسلم و يسلَم لسانك يا باسم .

على الجانب الآخر نشر اللاعب المصري العالمى محمد صلاح . فخر مصر و العرب . بيانا للتعليق على القضية.. قدمه صلاح على صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعى. البيان كان رصينا و متوازنا للغاية .و كأنه مكتوب من دبلوماسي مخضرم . و بدا صلاح و كأنه يلقى بيانا فى قاعة الأمم المتحدة . كلماته محسوبة بدقة . موزونة بميزان من الذهب و كأنه رئيس جمهورية . و هو فعلا رئيس جمهورية كرة القدم و أمير قلوب الملايين فى الشرق و الغرب .
و مع ذلك استمرت المزايدات ضده . و التى لم و لن تنتهى و لن يتوقف البعض عن شن الحملات ضده . و انا اقول له دعك منهم . فانت اكبر من كل هؤلاء المزايدين . كلمتك أفادت القضية و ساهمت فى زيادة عدد المناصرين لها و نشر الوعى بها فى عقر دار بريطانيا العظمى و هذا انجازٌ لو تعلمون عظيم . و انت كنت دوما و مازلت ملتحما بقضايا وطنك فى كل الاحداث سواء فى مصر أو العالم العربي .
و يجب ان نستوعب جميعا و نقدر انه لاعب كرة بالأساس. فلا هو اعلامى و لا بلوجر و لا متحدث رسمي .
هذا الحوار يمثل مخاطرة كبيرة من صلاح. كونه يعيش و يعمل فى الخارج .لكن تَسلم و يسلَم لسانك يا صلاح .

باسم و صلاح و غيرهم كُثُر . تحدثوا و نددوا و ناصروا القضية. منهم صحفيين أجانب و منهم شخصيات مؤثرة من اغلب الجنسيات . و منهم حتى مواطنين يهود يعيشون فى امريكا و اوروبا . مناصري الانسانية و المبصرين بحق . اللذين لم تخدعهم ماكينة الاعلام الغربية “الإسرائيلية الهوى” التى تُلبِس الحق بالباطل و تقلب الحقائق رأسا على عقب . فهل يرتدعون ؟؟!!

فى النهاية . هذا قدرنا . و ستبقي فلسطين فى قلب كل عربي مسلما كان أو مسيحيا. انها قضية القضايا كما قال الرئيس “عبد الفتاح السيسي” . القضية التى نتمنى أن نشهد لها حلا يوما ما قبل أن توافينا آجالنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى