المقالات

الحضارة المصرية القديمة والعروبة وفاق ام شقاق ؟ الجزء الثالث

الحضارة المصرية القديمة والعروبة وفاق ام شقاق ؟ الجزء الثالث

كتب : محمد الشويخ

سبق وان عرضت لانتشار صفحات محاربة الجانب العروبي من الهوية المصرية والتى للاسف تكسب كل يوم ارضا جديدة وسط جموع الشباب والمراهقين بسبب انعدام وغياب دور الاسرة فى التوجيه والمتابعة

اما بالنسبة للأجيال السابقة مثل مواليد الثمانينات والسبعينات وما قبل تلك العقود فان تشكيل عقليتهم يجعل من الصعب عليهم التاثر بتلك الدعوات المشبوهة لعدة اسباب :

اولا انحصار الاعلام فى تلك الفترة على الصحافة القومية والتليفزيون والاذاعة مما جعل المواد الاعلامية المعروضة فيهما منقاه من الشوائب والدعاوى الغريبة عن مجتمعنا والتي اتاح انتشارها وبروزها كالفضائيات والنت والوسائل الحديثة

ثانيا تعزيز عادات القراءة والاطلاع لدى الصغار والتلاميذ فحتى الثمانينات كانت مصر تمتع بنخبة مثقفه على قدر عالي من الاطلاع على الآداب العربية والأجنبية ايضا لكنها حاولت بمجهود وطني صادق تعريب العلوم والمعارف والترجمة البليغة لاكتساب النافع من المعارف العربية ونبذ الضار كل هذا الانتاج باللغة العربية السليمة اتيح امام التلاميذ ومعلميهم مما ساهم فى تعزيز الانتماء للغة الام

ثالثا توحد سياسات الدول العربية حول القضايا القومية واهتمامها برفع الدخل القومي والتعليم والصحة لتعزيز الامن القومي وهذا حدث به شرخ كبير بعد احداث ٢٠١١ في الوطن العربي حيث برزت الانقسامات والاختلاف حول اولويات واتجاهات الدول

رابعا انتشار الثقافة الغربية بفعل التوسع فى انشاء المدارس الاجنبية برغبة اولياء الامور نفسهم لتوفير مستقبل افضل لأبنائهم ( حسب تصورهم) مما ساهم في انشاء اجيال لا تتقن العامل الأساسي لهويتهم وهى اللغة

خامسا غياب القدوات الفكرية والادبية فمع رحيل العقاد وطه حسين واخرهم توفيق الحكيم حلت الركاكة وضعف البنية اللغوية والادب محل التراث الفاخر لهذا الجيل العظيم .

سادسا غليه الفكر الديني الوسطى على المجتمع فى تلك الفترة ويمثله الازهر والكنيسة بعد ان لامس المجتمع عقود من التشدد والارهاب عانى فيه افراده الامرين فكان المجتمع آنذاك واعيا لدعوات التشدد والتطرف من اى جهة كانت

ان عودة التاريخ والزمن الى الوراء مستحيلة بالقطع لكن ما زال فى وسعنا الانتباه الى محاولات فصل مصر عن مستقبلها وامنها القومي من خلال تلك الابواق والمنابر خصوصا فى ظل توجه القيادة السياسية لتحرير القرار و الإرادة المصرية وما دعوة البريكس الاخيرة الا تتويج لتلك الجهود والجهود الحثيثة لوضع مصر على الطريق الصحيح

ان تعزيز الهوية المصرية فى اطارها العربي وانتمائها لمحيطها ومجالها الطبيعي هو هدف لكل قارئ ومثقف خصوصا وقد انتهت الحروب التقليدية وبدأت حروب اللغب فى الثوابت والقيم وضرب المجتمعات من خلال تشويه الرموز والقيم والقدوات وهدم المقدسات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى