المقالات

لم يخبرونى !!!

متابعة: شيماء حبشي 

لم يخبروني أن حياتي لن تعود كما كانت قبل هذا الكائن الصغير..
لم يخبروني .. أن تلك الانحناءات في جسدي ستجعل ثيابي أشبه بتضاريس سلاسل من الهضاب ..
لم يخبروني أن هذا البطن الذي انتفخ وفرحت الشهور التسع كلما كبر .. لن يعود مسطح الشكل .. وأنني خرجت من غرفة الولادة وخرج طفلي وبقي هو ..
لم يخبروني أنني لن أنام على الأريكة كلما أردت ..
لم يخبروني أن ثيابي ستتسخ ببقع الحليب ..
لم يخبروني أن الهالات السوداء هي كونتوري الجديد..

لم يخبروني أن القهوة ستصبح باردة بلا نكهة..
لم يخبروني أن زوجي لن يراني كما اعتاد أن يراني..
لم يخبروني أن الأواني ستتراكم ..
لم يخبروني أن العالم بعد باب منزلي سيكون غريبا عني وسأكون غريبة عنه..
لم يخبروني أن ألتقط الصور لايقاع خصري في شهر العسل..
لم يخبروني أنني سأشتاق للقمر .. والمطر …
لم يخبروني أنني سأشتاق لاسمي الذي أحبه…
لم يخبروني أنني فقط سأتغير..

لكن دعوني أخبركم أنا ..
إن التقاط هذا الكائن الدافىء .. واحتضانه بين كفي جعلني أملك العالم ، جعلني أشعر أن الروح التي انشقت ساعة الميلاد تستحق كل آلام المخاض
وأن صوت بكائه سيذكرني دائما بصرخة الحياة التي أخرجته إلى الدنيا فكانت النهاية بآلامي
وأن الحياة معه صارت ذات معنى وأن القهوة لم تعد سعادة فسعادتي تعدت إلى عالم الروح وارتقت
دعوني أخبركم عن بهجة الحب في عيون زوجي .. كأني أراه فخورا بما قدمت له .. فما من أحد أهداه مثلي هدية
..
دعوني أخبركم أن الأمومة من الله لنا رضا .. وأنها أجمل العطايا ..
دعوني أخبركم أني حين أهمس لطفلي بحبه .. أرى الجنة التي أحلم في عيونه ..
دعوني أخبركم ان كل ما لم تخبروني به لا يعنيني .
فهذه الروح مني … وأنا منها … فلا أريد أن تخبروني .. سأخبركم أنا … أنني أحب الحياة لأجل من أهداني الحياة …
غدا سيناديني ماما .. وغدا سأحتفظ بأسنانه اللبنية .. ونرميها معا للجنية .. غدا سيتفوق في المدرسة .. غدا سيكبر ويكبر
وتكبر أحلامي.
احتضنه بقوة . لتعود الروح إلى صدري
وتولد حياة أجمل ..معه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى