قصة وعبرة

حكايات أنا وبابا وماما( أحترام الكبير)

حكايات أنا وبابا وماما ( أحترام الكبير)

كتب/ مهاب حسن

أحمد ترك المنزل الذي كان يعيش فيه مع اسرته وانتقل للعيش في منزل جديد في عمارة جديدة، وكان فيها رجل كبير السن اسمه عم حسن يعيش بمفرده، وكان الاطفال المحيطين بالمنزل يسخرون منه بسبب البطء في المشي وتلعثمه في الكلام، وفى أحد الايام كان أحمد عائد من المدرسة فسمع هؤلاء الاطفال يضحكون بصوت مرتفع جداً فانتظر ليرى سبب الضحك، فوجد هؤلاء الاطفال يدقون الجرس على شقة عم حسن ثم يسرعون بالنزول من على السلم ويضحكون وعندما يفتح عم حسن الباب لا يجد أحد، واستمروا في فعل هذا عدة مرات، ساخرين منه فغضب أحمد جدا من سلوكهم وذهب مسرعاً قائلا لهم: لماذا تفعلون هذا في عم حسن؟ فهو رجل عجوز وطيب وأنتم تسيئون التصرف معه، فضحك الاطفال وقال أحدهم: من أنت حتى تقوم بنصحنا؟ فهل تظن نفسك أفضل منا، فحزن أحمد جداً مما فعلوه وظل يفكر في طريقه يعدل بها سلوكهم وأن ينصحهم بأهمية احترام الآخرين خاصة لو كانوا من كبار السن.

وذات يوم كان أحمد يقف في الشباك فرأى هؤلاء الاطفال يلعبون كرة القدم في اتجاه منزل عم حسن، عدة مرات حتى كسرت الكرة زجاج شباك عم حسن وبعدها قام الأطفال بالفرار بعيداً وهم يضحكون على ما حدث.

ذهب أحمد لوالده وقص عليه ما يحدث من الأطفال فقال له والده مسكين عم حسن إنه رجل كبير وفقير ولا يعمل، وقام بالتفكير في طريقة حتى يساعد عم حسن، فقام والد أحمد بدفع ثمن الزجاج المكسور وأعطاه لابنه ليذهب به لعم حسن حتى يشترى لوح زجاج اخر ويصلح الشباك.؛ وقرر الاب ان يتحدث مع احمد ويعلمه درس عن احترام الأخرين وخاصة الكبار في السن حتى ينشأ رجلا ذو مبادئ سليمة يحب الناس ويحبه الناس .

وبالفعل قال الاب لابنه إن احترام الكبير واجب لابد ان يتعلمه كل من هم في سنك. كما ان الله سبحانه وتعالي ورسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم أوصي باحترام الكبير وتلي عليه قول الله تعالى ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14[، كما قرأ احاديث رسول الله ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أنس: وقر الكبير وارحم الصغير ترافقني في الجنة)، وعن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر).

قال احمد صدق الله العظيم وصدق رسول الله، ثم قال له والده انت بالفعل شاهدت ما يفعله الصغار ولكن لتربيتك الحسنة علمت انهم ارتكبوا عده أخطاء نظر احمد الي والده وقال له نعم يا والدي.فأجاب والده: يا احمد اذهب مسرعاً إلى عم حسن ودق عليه جرس الباب واعتذر له وقدم له هديتك ففعل كما قال له والده، وعندما فتح عم حسن وجد أحمد أمامه فقال له: أهلاً يا عم حسن لقد أتيت إليك حتى اعتذر عن كسر زجاج الشباك وتفضل هذا المبلغ حتى تشتري الزجاج وتصلحه.

فتعجب عم حسن من سلوك أحمد المهذب وقال: شكراً جزيلاً يا أحمد انت حقاً ولد مهذب، ولكنى رأيت الاطفال وهم يوجهون الكرة تجاه الشباك وأنت لم تكن معهم، فأنا اعلم انك تريد مساعدتي و هذا من كرم اخلاقك، ولكنى سأذهب الى آبائهم وأخبرهم عما حدث حتى تكون أنت القدوة الحسنة لكل الاطفال ويقلدونك في معاملة الآخرين باحترام ويكون لديهم كرم اخلاقك واحترامك لكبار السن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى