المقالات

الحمام الروسي

الحمام الروسي ..
غاده إبراهيم

الحمام الروسي أو الروسكى بانيا أو الساونا الروسية يُعد واحدًا أشهر أنواع الحمامات العامة في العالم، مثل الحمام الروماني والبيزنطي والعربي، بل وأشهر أنواع الاستحمام في روسيا وشرق أوروبا كلها، حيث تعني البانيا باللغة الروسية هو مكان الاستحمام العام.
شيد غالبًا الروسكى بانيا علي شكل أكواخ خشبية مختلفة أحجامه من تصميم لآخر، مكونة من 3 غرف صغيرة خشبية مصممة لتكون رطبة أو جافة حسب فصول السنة، وتصمم لتكون الحرارة العالية فيها. والغرف الثلاث تتكون من غرفة بخار و غرفة تنظيف وغرفة دخول وتدعى غرفة الدخول بإسم بريدبانيك، والتي تتخذ كغرفة لحفظ الملابس وللاستراحة فيها. غرفة التنظيف تكون مملؤة بالماء الساخن وتكون مبخرة بها مع وجود صنبور للماء البارد وصنبور للماء المعتدل، وتتواجد أيضاً مدفأة في الغرفة لأجل حفظ درجة حرارة الغرفة. في غرفة البخار يتواجد بها موقد ساخن والتي تتخذ لأجل تنظيف الجلد.
أول إشارة في التاريخ للروسكى بانياكان عند القرن العاشر الميلادي. حيث عثر على أحد الألواح القديمة في روسيا التي تتكلم عن قصة انتقام الأميرة أولغا من قتل زوجها الأمير إيغور بن روريك من القبائل الدريفيلية السلافية، فأرسل قائد قبائل الدريفيلية السلافية للأميرة رسل طالبًا الزواج منها وعندما جاءوا لها أرسلتهم إلى الروسكى بانيا وقالت لهم نظفوا أنفسكم أولاً ثم تعالوا. وسرعان ما دخلوا حمام البانيا حتى أمرت الأميرة أولغا بتسخين الحمام لحد إحراقهم.
في القرن الثاني عشر ذكر نص من قبل كاهن يدعي أندرو كلامه عن حمامات البانيا وذكر أنها كانت تتواجد في روسيا و أوكرانيا وفي المستعمرات اليونانية في البحر الأسود وأنه وجدها أيضًا في مدن أقصى الشمال في نوفغورود: ” رأيت في بلاد السلاف بعد أن تجولت عندهم حمامات خشبية كانت دافئة وحرارتها عالية وكان تنظف الأجسام والجلد من الأوساخ. كان ينظفون جلودهم بقوة وثم يضيفون الماء البارد عليها وكانوا يتأذون منها “.
وفي العصر الحالي لازالت عادة الذهاب إلى الروسكى بانيا منتشرة حتي الآن، وهي تعد هواية خاصة لقضاء الوقت مع الأصدقاء الذكوروالإناث، وفى الروسكى بانيا یسخن الحطب أو الصخور حتى تصل درجة الحرارة إلى١٢٠ درجة مئوية، فھو لیس كالحمام العربى أو التركى ولا حتى الحمامات الرومانیة التاریخیة الشھیرة ، فهو مرتبط بعادات وتقالید الشعب الروسى منذ العصور القدیمة، حیث كان وسیلة لتنقیة الجسد والروح اعتمادًا على قوة النار المھلكة وطاقة الماء الحیاتیة، ويعتقد أن حمام البخار يطهر الجسم والروح معًا، وتتضمن طقوس الحمام اختيار مجموعة الأصحاب المناسبة وعملية الاغتسال نفسها والبقاء في غرفة البخار، وكلما تعرض الشخص بشكل أكبر للبخار كلما كان أكثر صحة وأقوى روحيًا، بعد غرفة البخار ينتقل إلى القفز والغوص في حوض السباحة الذي يحتوي على الماء المثلج، وأحيانا فى الثلج نفسه خارج الروسكى بانيا وفي النهاية يتبادل المستحمون الذين احمرت وجوههم العبارة التقليدية ” استمتع ببخارك “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى