سياسة

التسويق السياسي وإدارة الحملات الإنتخابية.       

التسويق السياسي وإدارة الحملات الإنتخابية.                     كتب دكتور /سامى محمد حبيب

يشير مصطلح التسويق السياسى إلى أساليب تخطيط وتنفيذ بناء الدعم والتأييد الجماهيرى لمؤسسة سياسية أو مرشح سياسى ..
والمحافظة على هذا التأييد من خلال تحقيق مزايا تنافسية لهذه
المؤسسة أو الحزب أو المرشح السياسى .. باستخدام خطط استراتيجية ..تعتمد على وسائل الإتصال الجماهيرية..وقنوات
الإتصال المباشر فى إحداث التأثير المرغوب لتسويق الأفكار أو الأشخاص.

تعريف التسويق السياسى
يعرف التسويق السياسى بأنه ” تحليل وتخطيط وتنفيذ والتحكم فى البرامج السياسية والإنتخابية التى تضمن بناء العلاقات ذات المنفعة المتبادلة بين الناخبين وكيان سياسى ما أو مرشح ما ، والحفاظ على هذه العلاقة من إجل تحقيق أهداف المسوق السياسى ” .

خصائص عملية التسويق السياسي
هناك عدة خصائص تتعلق بالإجراءات والنظم التى تحكم حملات التسويق السياسى وتسمى ( قواعد اللعبة ) ويمكن إيجازها فى ثلاثة عناصر رئيسية وهى:
١.. الشكل فى مقابل الجوهر ..وهى تعنى … هل يركز المسوق على طريقة عرض واسلوب تقديم الأفكار المطروحة ؟أم يركز على جوهر ومضمون هذه الأفكار ؟
٢.. إهتمام وسائل الإعلام ..حيث يجب أن يحظى المرشح السياسى والقضايا والأفكار إلى يقدمها باهتمام وسائل الإعلام والجمهور …ليس فى وقت الانتخابات ولكن يمتد لما بعدها ليتسم بالاستمرار .
٣.. البحوث واستطلاعات الرأى .. حيث لابد من قيام المرشح السياسى
بدراسة السوق السياسى (دائرته الانتخابية) وذلك للتعرف على أحتياجات الناخبين …وقيمهم وثقافتهم واتجاهاتهم ونمط اهتماماتهم
وأولوياتهم …وذلك لبلورة الاتجاه العام لحملات التسويق السياسى.

** مكونات عملية التسويق السياسى
يعتبر التسويق السياسى عملية متكاملة من العناصر والإستراتيجيات
… والتى تهدف إلى تحقيق المصلحة المتبادلة ..وبناء علاقات استراتيجية بين المؤسسات السياسية والسوق السياسى ( الناخبين)…
وتتكون عملية التسويق السياسى من العناصر الآتية:
أولا.. المؤسسة السياسية (الحزب السياسى)…والتى تختلف فيما بينها من حيث السمات التسويقية حيث نجدها أما تعتمد على الطرق التقليدية فى التسويق …أو قد تكون غير مدركة لأهمية التسويق السياسى فتتلاشاه …أو تكون معتمدة على جهود المتطوعين فقط.
ثانيا.. السوق السياسى (الناخبون والمؤثرون)… وهنا لابد للمسوق السياسى دراسة البعد الأيدلوجى للناخبين …ودراسة أيضا البعد الإجتماعى والثقافى ..وأيضا الصورة الذهنية للحزب او المرشح السياسى…وكذلك معرفة المستهلك المضاد .
كما يمكن تقسيم الناخبين إلى أربعة أقسام هى :
١..الناخب الفاعل أو النشط .
٢..الناخب الضمنى..
٣.. الناخب الواعى أو المدرك.
٤.. الناخب السلبى أو غير النشط.

ثالثا.. المنتج السياسى …وهو يعبر عن سلوك المرشح وكل ماله علاقة بالمرشح السياسى وبرنامج الإنتخابى وانتمائه وسمعته وصورته الذهنية ..وهذا المنتج لا يقدم فى فترة الانتخابات فقط ولكن يعبر عن سياسة مستمرة …والمنتج السياسى يحمل قيما ورموزا ومعانى ذات أبعاد اجتماعية وثقافية …ويختلف الأفراد فى إدراكهم له باختلاف تفسيرهم لما يتضمنه من قيم ومعانى .

رابعا.. وسائل الإتصال
وتعتبر أهم وسائل الإتصال الجماهيرى التى يمكن أن يستخدمها المرشح السياسى
١..الصحف المحلية
٢..إقامة علاقات ناجحة مع وسائل الإعلام
٣.. الإستعانه بقادة الرأى المؤثرين فى الجمهور
٤..اللقاءات والندوات
٥..المؤتمرات
٦.. المناسبات

خامسا .. تخطيط حملات التسويق السياسى
حيث يتم تخطيط حملات التسويق السياسى على مستوى إستيراتيجى يتضمن تطبيق إجراءات التسويق ، واستخدام مجموعة من المكونات والخطوات المتكاملة لبناء الصورة الذهنية للمرشح السياسى … وتحسين فرصته فى الحصول على أصوات الناخبين ودعمهم ..
وتشمل هذه العملية أربعة مراحل أساسية هى:
المرحلة الأولى: مرحلة إجراء بحوث السوق وذلك للتعرف على إحتياجات ورغبات ومطالب الناخبين سواء مؤيدين فعليين او مرتقبين …وذلك باستخدام أسلوب المجموعات المركزة …او اسلوب الاستطلاعات ..او اسلوب المقابلات مع مؤيدى المرشح السياسى …ويقوم بجمع معلومات وبيانات متمثله فى
١..معلومات تاريخية ماضية
٢..إحصاءات رسمية
٣..ترتيب الشرائح الانتخابية
٤..بحوث الشرائح المترددة
٥..تحديد المنافسين الرئيسيين
٦.. تحليل الموقف
٧..شرائح الناخبين
المرحلة الثانية : مرحلة تصميم المنتج
وفيها يتم اختيار وإعداد المرشح السياسى تصميم البرنامج الإنتخابى الملبى لإحتياجات الناخبين
المرحلة الثالثة : مرحلة الإتصال والمتابعة
وهى تتضمن الأجراءات الإنسانية ومتابعة حملة التسويق السياسى … وتتضمن الجوانب الإتصالية لحملة التسويق السياسى الخطوات التالية
١.. تحديد المجموعات المستهدفة
٢. تحديد الرسائل الإتصالية
٣..تحديد الوسائل الإتصالية.
٤.. اختيار سفراء المرشح
٥..تنفيذ الحملة ومتابعتها .
المرحلة الرابعة : مرحلة الإنتخابات وتنفيذ الوعود …. و هى تسمى مرحلة التسويق المستمر لتوجيه الناخبين إلى صناديق الانتخاب وتذكير الناخبين المترددين .

سادسا : تكتيكات حملات التسويق السياسى
حيث يمكن للمرشح اتباع بعض الأساليب التى تفيد فى تنفيذ خطة وحملة التسويق السياسى والتى منها:
١. تكتيك الهجوم الجانبي..لاستهداف بعض المجموعات من الناخبين والتى كانت مهمشة او متجاهلة.
٢ .تكتيك الهجوم الشامل ..حيث يوجة المرشح جهودة إلى كل المناطق والدوائر الانتخابية
٣..تكتيك الهجوم الجزئي ..ويعنى توجيه الجهود التسويقية إلى قطاعات جغرافية معينة أو فئات محددة من الناخبين .
٤.. تكتيك الهجوم المباشر ..وهو يعتمد على توجيه الانتقادات المباشرة للمرشحين المنافسين والتشكيك فيهم .
٥.. تكتيك الهجوم المضاد ..وفيه يتم التركيز على المؤيدين للمرشحين المنافسين
٦..تكتيك الهجوم الوقائي ..وفيه يهاجم المرشح المنافسين قبل أن يهاجموه هم .
٧.. تكتيك الانسحاب الأستيراتيجى ..ويعنى التخلى عن المؤيدين المترددين والتركيز على المؤيدين الأساسيين للمرشح.
٨..تكتيك الرؤية الموحدة ..وفيها يتم الاعتماد على الربط بين المرشح والقضايا التى يطرحها لتحقيق التوائم بين المرشح وما يقوله.
٩..تكتيك الحاجة إلى التغيير ..حيث يتم التركيز على ان المرشح هو الوحيد القادر على التغيير والتعبير عن طموحاتهم
١٠.. تكتيك التركيز على وسائل الإعلام .. حيث يسوق المرشح نفسة للصحفيين باعتبارهم قادة رأى مؤثرين فى الناخبين .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى