قصة

على أطراف المدينة

على أطراف المدينة……
سحر ابوالعلا
فى احدي المقاهي القديمة على أطراف المدينة و فى ليلة شتوية وسط هدوء عارم لا يتخلله إلا صوت رذاذ المطر و صوت مذياع قديم حاله حكال المقهي يخرج صوت فيروز بنبرته التي طالما عشقتها ، تذكرت أول لقاء منذ أعوام يوم عودتها من خارج البلاد بعد أن أتمت منحتها الدراسية و ما ان خرجت من محطة القطار هطل الشتاء فلم تجد أمامها غير هذا المقهي القديم و الذي كان يكتظ بالزبائن عن آخره فاضطرت أن تقاسم أحد الجالسين طاولته و لم يكن يوجد غيره وحيدا يجلس بين الطاولات ، فاقترح صاحب المقهي أن تجلس معه و الحقيقة أنه لم يعارض و لم تعارض هي أيضا انقاذا للموقف فجلست ، و بعد صمت طال بدأ بالحديث قائلا.
غريبة أنت أم من أهل البلد؟
من الشمال و قد عدت لتوي من خارج البلاد بعد اتمام منحتي الدراسية.
و فيم كانت؟
فى علم النفس.
كثيرون هم من يدرسون فى هذا المجال الآن.
ولكن قليلون البارعون حقا
وهل انت من هؤلاء البارعون؟
أظن ذلك فمنذ ثلاث سنوات وانا اقوم بعمل دراسات فى هذا المجال.
وطال بينهم الحديث حتي علمت منه أنه منذ خمس سنوات كان على علاقة بإحداهن ،كان يحبها كثيرا حتي أنها ضحت بحبه لها أمام مال رجل ثري تقدم لخطبتها .
وقال …كلهن كذلك
_وما أدراك ..هل عرفت غيرها؟
لا و لكني آراها فى وجوههن جميعا.
_لا يصح أن تحكم على الجميع من خلال تجربة فاشلة.
طال بينهم الحديث حتى توقف المطر فهمت بالقيام لتعود إلى قريتها فأصر عليها أن يوصلها فتقريبا طريقهم كان نفسه و لتأخر الوقت وافقت ، و استأنفوا حديثهم معا حتي كاد يقع في غرامها أو بالفعل قد حدث ، وعلي أطراف القرية نزلت مودعة على اتفاق أن يكون بينهم لقاء آخر ، وقد كان و توالت اللقاءات حتي باح لها بحبه و أعجابه الشديد بها و ما كان بها إلا أن اعترفت أنها تبادله نفس الحب و الإعجاب هي قد غيرت نظرته فى جنس حواء و هو قد أخرجها من تلك الصومعة التي قد حبست نفسها داخلها ، و لكن ماذا ؟
ها هي تجلس وحيدة في نفس المقهي و علي نفس الطاولة و فى نفس الليلة الشتوية بعد أن قرر أن يأخذ ثأره فيها من تلك التي ضحت بحبه فى السابق ، فياله من ذئب و يالها من بريئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى