سياسة

التصريحات السياسية بين الحقيقة والخداع

التصريحات السياسية بين الحقيقة والخداع
بقلم اللواء محمود خليفة
لاشك أن العالم كما يقولوا اصبح فى ظل التطور السريع لوسائل الإعلام المتعددة ووسائل الاتصال ووسائل المواصلات والمصالح المتبادلة اصبح كما يقولوا قرية صغيرة.
وبالتالى أصبحت العلاقات الدولية بين الوحدات او الدول حالة حتمية لابد منها ولا يمكن تجاهلها تماما وأصبح لزاما على من يريد أن يكون له مكانا مصانا من المطامع ان يمتلك عناصر القوى الشاملة او الفاعلة التى تصون امنه وسلامته وسيادته وقراره وارادته سواء اقتصاد قوى او قوة عسكرية رادعة او وعى وثقافة عالية وإعلام جيد .
لكن من يتهاون او يتخلى عن تلك المعطيات عليه أن يواجه كل صور واشكال التغلغل والتدخل فى الشؤون الداخلية وصناعةالفوضى والأزمات وزعزعة الاستقرار التى تجعل الباب مفتوح على مصراعية للتدخلات الاجنبية تحت ذرائع واهية قد يكون معظمها كاذبة ولكنها مقنعة لمن يتقبلها من ذوى الثقافات الضعيفة من الشعوب ..وهذا المثال موجود فى كثير من بلاد العالم.
الإشكالية الأساسية هى مستوى الوعى والثقافة والإدراك لدى المواطن او الشعوب فمع انحدار تلك العناصر يتم تصديق وقبول مايتم تداوله من قرارات او تصريحات سياسية لقوى دولية سواء منظمات دولية او شخصيات سياسية أو قادة دول كبيرة ..رغم انه لا تتوفر فيها الشفافية او المصداقية او الإرادة السياسية للتنفيذ وهناك تجارب وأمثلة كثيرة على ذلك سأذكر بعضا منها
عندما أصدرت المنظمة الدولية..الأمم المتحدة..او تحديدا مجلس الأمن القرار ٢٤٢ الذى ينص على انسحاب إسرائيل من الاراضى العربية المحتلة فى ٥ يونيو ١٩٦٧..بالإجماع وعدم اعتراض أى دولة عضو او استخدام حق الفيتو…هل تم التنفيذ ؟.طبعا لم ينفذ ولم تنسحب إسرائيل اذن صدور هذا القرار مجرد عمل سياسى فقط غير قابل للتنفيذ لان الموضوع ليس صدور قرار بل الاهم نية تنفيذه من عدمه
مثال آخر…أمريكا عندما تعلن وتتغنى بالديموقراطية بعبارات جاذبة ومغلفة بعبارات حقوق الإنسان وعدم تدخل الأجهزة الأمنية لحفظ الأمن…هل لم تستخدم الجيش الأمريكى بعد التظاهرات احتجاجا على نتائج الانتخابات الأمريكية وبعد اقتحام الكونجرس الأمريكي وإطلاق النار داخله وايضا تدخل الجيش بعد مظاهرات مقتل مواطنين من أصول إفريقية..اذن الآلة الأمريكية تصدر أفكار لمصالحها أما داخلها شىء آخر تماما .
التدخل الأمريكى والغربى بصفة عامة فى كثير من دول العالم سواء فى أفغانستان او دول عربية او غير عربية او مناطق أخرى من العالم الأهداف المعلنة سياسيا هى لحقوق الإنسان والديموقراطية وحماية الشعوب لكن حقيقة الأمر هى مصالحهم وليست مصالح تلك الشعوب او الدول ..بل تسعى للحصار او منع الاتحاد السوفيتي سابقا او روسيا حاليا او قوى الشرق ومنها الصين من مناطق نفوذ لهم ..علاوة على السيطرة على مناطق استراتيجية فى العالم..جغرافيا.. تحقق لهم ما يسمى بالاهمية..الجيواستراتيجية …هذا إلى استمرار تواجدهم بالقرب من مناطق الثروات الطبيعية ….لكن تلك المصالح تأتى تحت ستار حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية .
مثال آخر…هو ادانة الغرب (أوروبا وأمريكا ) للتدخل التركى فى ليبيا وإدانة الجماعات الإرهابية ومع ذلك تدخل السفن التركية إلى سواحل ليبيا من خلال السفن الأمريكية والأوروبية المرتبطة امام سواحل ليبيا
اذن هى مجرد إدانات فقط ..سياسية ..والحقيقة شىء آخر
مثال آخر فى بريطانيا …التى تحتضن كثير من قادة الجماعات الإرهابية….ويتكلموا او ينتقدوننا فى حقوق الإنسان..زورا ..قال رذيس الوزراء البريطانى السابق ..عندما حدثت عندهم مشاكل أمنية لاتكلمونى عن حقوق الإنسان لو تعرض أمن بريطانيا للخطر ..لكنهم يدينوننا لو استخدمنا نفس الحق .
…. لذلك يجب ألا نصدق الا الأفعال… وليس الأقوال فنحن نعيش مرحلة هامة فارقة قد تكون الإله الإعلامية الدولية هى النافذة للتصريحات والوعود السياسية لقوى دولية التى قد تجذب او تقنع ذو الثقافات الضعيفة
لذلك الرسالة هى ان يكون لدينا اليقين فيما نمتلك من إمكانيات وأدوات بايدينا نحن ..وليس بيد آخرين…وان يكون العمل الجاد والتعاون بيننا والأخذ بأسباب العلم هو منهجنا للارتقاء … وليس بأقوال او سياسات الغير ..الا اذا كانت تتمشى مع مصالحنا .
#الامن القومى
ْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى